اندلعت اشتباكات بين الجيش الليبي ومجموعات مسلحة فجر اليوم الأربعاء في بنغازي، ذلك بعد وقت وجيز على إعلان قائد "عملية الكرامة" اللواء خليفة حفتر قرب تحرير المدينة. وقالت مصادر من المدينة إن الجيش يخوض مواجهات "عنيفة" مع "مجلس شورى ثوار بنغازي" قرب مقر "كتيبة 17 فبراير"، وسط تحليق للطائرات الحربية. وأضافت أن طائرات الجيش شنت أيضًا غارات جوية على مواقع ل"أنصار الشريعة" في بنغازي، مشيرة إلى أن الضربات الجوية استهدفت آليات التنظيم ومسلحيه. وقبل اندلاع المواجهات، كان حفتر أكد أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد تحرير مدينة بنغازي التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة صنفها البرلمان إرهابية. وقال حفتر في كلمة متلفزة مساء أمس الثلاثاء إن "رجال الكرامة"- في إشارة إلى العملية التي أطلقها ضد المجموعات المسلحة - باتوا جاهزين لتحرير بنغازي من الإرهابيين. وأضاف أن "تحرير مدينة بنغازي واستقرارها هي المرحلة الاستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد الإرهاب، لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كافة ربوع الوطن من الإرهابيين". وتأتي كلمة حفتر عقب إعلان مجموعات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي "انتفاضة 15 أكتوبر"، لمواجهة الجماعات المسلحة "المتشددة" في المدينة، لا سيما جماعة "أنصار الشريعة". وأكد حفتر - الذي يخوض المعركة ضد الجماعات المسلحة إلى جانب القوات الحكومية- أن "الساعات والأيام القادمة ستكون صعبة على الليبيين، لكنه لا بد من ذلك لكي نعيد الأمن والأمان". وأشار إلى أنه "فور انتهاء المعركة سيعيد الجيش بشكل عاجل جميع أوجه الحياة إلى المدينة، من خلال عودة المدارس والجامعات والمطارات والموانئ ومختلف المصالح الحكومية إلى العمل". وأوضح أنه "سيعلن انتهاء خدمته العسكرية عقب خوضه معركة تحرير بنغازي، وأن جنود وضباط عملية الكرامة سيعودون لمعسكراتهم تحت قيادة رئاسة الأركان العامة التي تم تشكيلها مؤخرًا". يشار إلى أن الجيش الليبي كان نجح أمس الثلاثاء في استعادة السيطرة على بعض أحياء بنغازي، بعد مواجهات مع ائتلاف الكتائب والمقاتلين المتشددين الذي يضم جماعة "أنصار الشريعة".