لماذا استمرت تجربة «تياترو مصر» على قناة «الحياة» وتضاعفت جماهيريتها، ولم يستمر المنافس، حيث لم تتجاوز عروض حملت اسم «المسرحية» لقناة «إم بى سى مصر» عدد أصابع اليد الواحدة؟ الأمر لا يتعلق فقط بخفة الدم وجودة الصنعة الكوميدية التى تميزت بها عروض أشرف عبد الباقى، لكن الفرق الحقيقى يعود إلى الأساس الذى انطلقت منه التجربة، باعتبارها مشروعا ممتدا يحتاج إلى كل ما يتطلبه تأسيس فرقة مسرحية بالمعنى الأصلى للكلمة، حتى لو كان ما يقدمه «تياترو مصر» يُصنف اسكتشات سريعة مدتها لا تزيد على الساعة، لكنها نجحت فى إنتاج الضحك المتواصل، وقدمت وجوها جديدة باتوا نجوما لهم شعبية إلى جوار عبد الباقى، رغم أن معظم المشاهدين لا يحفظون أسماءهم جيدا، فبالإضافة إلى الممثلين الموهوبين محمد عبد الرحمن وعلى ربيع، هناك عديد من الأسماء الصاعدة التى ستستمر، وسيظل الجمهور يتذكر أنه تابعها لأول مرة فى «تياترو مصر». إذن باختصار، تعامل أشرف عبد الباقى مع التجربة باعتباره منتجا ومكتشفا للمواهب. مخطط طويل الأمد اعتمد أولا على جذب الجمهور مجانا، ثم البث على شاشة «الحياة» حتى وصل الآن إلى مرحلة «الكومبليت»، ولم يعد من السهل الحصول على بطاقات الدخول فى نفس اليوم، فتح الباب للعشرات من الوجوه الجديدة، واستعان ببعض المحترفين كضيوف شرف، وبمؤلفين لديهم خبرة فى صياغة المواقف الكوميدية المتماسكة، مع الاستفادة من تفرد موهبة كل ممثل انضم إلى الفرقة. لكن ما وقعت فيه «إم بى سى مصر» كان سببه الاستعجال من أجل المنافسة والسلام، فتم التعامل مع كل مسرحية باعتبارها مستقلة عن الأخرى، وغابت جهود دعوة الجمهور للحضور والتفاعل مع الأبطال، والحرص على مشاهدة العرض على خشبة المسرح لا انتظاره فقط على شاشة التليفزيون، وهذه إضافة أخرى لتجربة «تياترو مصر»، أن هناك جمهورا اعتاد الذهاب لكل عرض جديد، رغم أنه يعلم أن العرض سيكون مجانا على «الحياة» خلال أسابيع، حدث هذا رغم أن عروض «إم بى سى» بدأت وانتهت على مسرح الريحانى، بينما اختار عبد الباقى مدينة السادس من أكتوبر، لكن المشاهد ذهب إلى المسرح الأبعد لأنه أدرك «الفرق».