طاف العشرات في مسيرات عدة مساء اليوم السبت، قادمة من ميدان التحرير متجه إلى شارع محمد محمود تطالب المتظاهرين في محيط وزارة الداخلية بالرجوع الى ميدان التحرير والتظاهر به بدلاً من انتظار الموت قرب الداخلية، ورددت هتافات «عالميدان عالميدان.. واللي هيرجع مش جبان»، الا أن هذه المسيرات قوبلت بالرفض من قبل المتظاهرين في محيط الوزارة والذين أكدوا على حقهم في التظاهر السلمي في أي مكان، وأن قوات الأمن المنتشرة حول الوزارة هي التي لم تلتزم الهدنة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش عليهم. فيما قامت قوات الأمن باشعال النيران في سيارة كان يستخدمها المتظاهرون في شارع محمد محمود لحمايتهم من قنابل الغاز، في إصرار منها على عدم استمرار الهدنة. وفي شارع منصور إنتشر المتظاهرون في محيط مبنى الضرائب العقارية الذي أحترق أمس، وأعتلى بعضهم سطح المبنى، وأمطرتهم قوات الأمن بوابل من القنابل المسيلة للدموع، وسمع دوي طلقات الصوت والخرطوش من مسافات بعيدة، الا أن السماء كانت في عون المتظاهرين، وكانت الرياح تسير باتجاه قوات الأمن، فكان تأثير الغاز مردوداً عليهم. وكانت الاشتباكات قد توقفت في شارعي منصور وفهمي بعدما شكل عدد كبير من المتظاهرين جدارا بشريا للفصل بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين، كما وضعوا الأسلاك الشائكة والحبال، ومنعوا مرور أي شخص أو إلقاء الحجارة على قوات الأمن المركزي الموجودة بالشارع، فيما تناثرت أطنان من الحجارة جرى استخدامها في التراشق بشارعي منصور ومحمد محمود، الا أن الداخلية لم تلتزم بالهدنة وجددت الاشتباك الى ساعة متأخرة من مساء اليوم.