سوريا: حرب فى الداخل.. وتدويل على الأبواب

لم تعد هناك سوى الأشباح تطارد سوريا، فغدا يحوم شبح مجزرة «حماة» حول المدينة التى سبحت فى دماء أكثر من 20 ألفا من سكانها عام 1982 فى انتقام «الأسد» الأب من الإخوان المسلمين، وبالأمس كان شعب سوريا يترقب مصيره على طاولة مجلس الأمن مع اقتراب شبح التدخل الخارجى، علاوة على شبح الحرب الأهلية الذى يدق الأبواب.
فى ظل كرٍّ وفرٍّ وهجمات متبادلة بين جيش الأسد والجيش السورى الحر، عقد مجلس الأمن الدولى أمس جلسة مفتوحة قدم الأمين العام للجامعة العربية خلالها تقريره عن تطور الأوضاع فى سوريا للنظر فى مشروع القرار العربى الغربى الذى يدعو لدعم المبادرة العربية التى تنص على وقف أعمال العنف ونقل صلاحيات الأسد إلى نائبه، واستمع المجلس إلى كلمة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطرى ورئيس اللجنة العربية المسؤولة عن الملف السورى الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى.
جاءت الجلسة الأمنية مع استمرار الرفض الروسى لمشروع القرار حيث نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن نائب وزير الخارجية الروسى غينادى غاتيلوف أن مشروع القرار الغربى العربى المقدم إلى مجلس الأمن حول سوريا غير مقبول بالنسبة إلى روسيا فى شكله الحالى وأن عدائية التصريحات الأمريكية والغربية تتزايد بشكل فاضح ضد سوريا.
من ناحية أخرى، سبق عقد جلسة الأمن محاولات للحوار بين النظام والمعارضة بوساطة روسية حيث قالت روسيا أول من أمس إن دمشق وافقت على الاشتراك فى محادثات فى موسكو إلا أن رئيس المجلس الوطنى السورى برهام غليون أعلن أن المعارضة السورية مستعدة لقبول دعوة موسكو وبدء التفاوض مع النظام بشرط تنحى الأسد وذلك بعد لقائه السفير الروسى لدى الأمم المتحدة حيث أبلغه غليون أن المجلس مستعد لتقديم الضمانات التى تحفظ المصالح الروسية فى سوريا.
أما أجواء الحرب الأهلية فما زالت تقترب من سوريا شيئا فشيئا مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السورى الحر والقوات النظامية أمس فى حمص وريف دمشق وتواصل سقوط عشرات القتلى فى أعقاب مقتل نحو 100 شخص أول من أمس فى الهجمة المستعرة التى تشنها قوات الأسد، حيث تقول الحكومة السورية إن قواتها شنت عمليات ناجحة خلال الأيام الثلاثة السابقة ضد الجماعات الإرهابية بينما قام جيش الأسد باقتحام مدينة سراقب بإدلب أمس وقصف مستشفى «الشفاء» بها وشهدت المدينة انشقاق مجموعة من علماء الدين عن وزارة الأوقاف معلنين تشكيل هيئة العلماء الأحرار.