الجمال جمال الروح، صدق صنَّاع «هبة رِجل الغراب» هذا القول المأثور، فنجح العمل بشكل فاق التوقعات، لم يُوفِّروا له الإمكانات الإنتاجية الكافية، ومع ذلك ربحوا الرهان، وبات العمل نموذجًا لكيفية الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، وعدم الاستعانة بالأسماء الكبيرة، ومع ذلك يُقبل الجمهور على المتابعة، سواء أكانت الشاشة مشفَّرة أو عكس ذلك. «هبة رِجل الغراب» المأخوذ عن أصل كولومبى افتقر إلى أسماء النجوم، فى ما عدا إيمى سمير غانم التى دخلت التجربة وسط تشكك من قدراتها على تحمُّل مسؤولية مسلسل كامل من المنتظر أن يصل عدد حلقاته إلى 180 حلقة، لكنها عبْر هذا المسلسل ومسلسل «فيفا أطاطا» أكدت أنها وصلت فعلا ولم تعد «قادمة بقوة». الديكورات محدودة، التصوير الخارجى منعدم، معظم الممثلين لم يختبروا جديًّا من قبل، حتى أصحاب الخبرة -مثل نيرمين زعزع ونورهان- لم يحصلوا على مساحات كبيرة إلا فى «هبة رجل الغراب»، محمد سليمان فى دور مصمِّم الأزياء يُقدِّم بتميّز شخصية تعامَل معها صنَّاع أعمال أخرى بالمبالغة فى الابتذال، حنان سليمان كالعادة تريح كل مَن يُشاهدها، نجوم جدد -مثل ندى موسى وريم مصطفى- خرجوا فائزين من التجربة، حمادة بركات كوميديان يحتاج إلى فرص حقيقية تناسب موهبته، محمد سلام، هَدْرَس فى «الكبير أوى»، يُقدِّم شخصية «تيمور»، واثقًا من قدرته على التنوع، حازم سمير المونتير المعروف وصاحب دور صديق البطل الشرير، حقَّق أخيرا خُطوة واسعة فى مشواره كممثل رغم أن معظم المشاهدين ظنوه فى الحلقات الأولى وجها جديدا، وتعاملوا مع المسلسل على أنه بطولة إيمى سمير غانم وآخرين، لكنّ الآخرين نجحوا فى الحصول على حقهم من الأضواء، وحدها ريهام حجاج عانت من كون خطها الدرامى فى العمل يقوم فقط على غيرتها من كل تاء مربوطة تقترب من «حازم سمير»، وبما أن فى البدء كان الورق، فبساطة هذا المسلسل وقدرته على مواجهة الملل المرتبط بدراما الحلقات الممتدة جاءتا من ورشة أشرف عليها السيناريست شريف بدر الدين أخلصت للنص أولا، ولم تُفكِّر فى أى تفاصيل أخرى، فخرجت النتيجة كما رأيناها على الشاشة، وحصل الممثّلون على فرص ذهبية تدعو إلى التفاؤل بمستقبلهم، رغم أن الفرص جاءت من «رِجل غراب».