قال المفكر الاسلامى والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية محمد سليم العوا أنه لا يمكن إعتبار كلمة التيار الاسلامى والإسلاميين مصطلح أو تصنيف يستثنى منه بعض المسلمين، حيث أن كل المسلمين محسوبين على التيار الاسلامى، لانه يعبر عن أفعالهم وعقيدتهم التى بنيت على القرآن والسنة النبوية، مما يعنى ان إنتهاء التيار الاسلامى متعلق بموت كل المسلمين بمصر، رافضا ان يستخدم ذلك المصطلح للتعبير عن الرجعية ، مشيرا ان الإسلاميين لا يمكن إقصائهم عن المجتمع المصرى لأنهم يمثلون 94 % من المواطنين. جاء ذلك خلال كلمته التى ألقاها امس السبت فى المؤتمر الشعبى بمنطقة كوبرى الناموس ضمن حملته الانتخابية بالإسكدرية.
أضاف العوا أن مدنية الدولة ليست ضد الإسلام ولا يوجد دولة دينية فى الاسلام، حيث أن الدولة التى قامت منذ عهد الرسول «ص» كانت مدنية ومن تناولوا شئون الدولة في عصر الرسول لم يكونوا أكثر الناس علماً بالقرآن، بل أصحاب الرأي والسداد والحكم.
وأكد أنه لا يمكن فصل الدين عن الدولة وسياساتها لأنه يعتبر مكون أساسى فى حياة الانسان أيا كان ماهية الدين، مشيرا أن احدا لن يسمح لأى حاكم أن يأتى بدولة لا تدع للدين مكانا أو اعتبار ، وستشتعل الامور اذا لم يتم تطبيق مرجعية الشريعة الاسلامية فى الدولة.
وحول برنامجه الإنتخابى، قال العوا انه لم يتم الإنتهاء منه بعد، وانه لن يستطيع إنهائه الا عند صدور قانون الإنتخابات الرئاسية، الذى لم بصدر بعد حيث كان من المنتظر صدوره مناص الشهر الجارى وهو ما سيحدد شكل الانتخابات القادمة.
كما أكد أنه لا تعنيه مسألة الخلاف على شكل الانتخابات البرلمانية القادمةبالقائمة النسبية أو بالأفراد، وإنما يعنيه ان يتم إنتخاب الشخص الأصلح، لأن العبرة بصلاح الشخص نفسه وليس بكيفية الانتخابات، فربما تاتى قائمة نسبية كلها من الفاسدين ولا يجب أن يأخذ الناس بتلك الشكليات، مشيرا إنه ليس هناك معنى للتاريخ السياسى لأى مرشح ولكن الاهم ماذا سيصنع فى المستقبل«فهناك الكثير من كبار السياسيين غيروا مواقفهم بعد توليهم مناصب سيادية».
وأردف قائلا « إن مصر لحمها مر، وليست قطعة تورتة يأخذ منها من يشاء كما يظن البعض » مشيرا أنه يجب على من لا يصدق ذلك، ان يتمعن قليلا فى نهاية من حاولوا الإستيلاء على البلاد ولو بعد حين.
وفى سؤال حول الأزمات التى تعانيها مصر مثل التعليم والاقتصاد والبطالة والفوضى، أوضح العوا أن مجانية التعليم كانت شعارا واهيا إلى ان تحول التعليم نفسه الى شعار ليس له معنى حقيقى، حيث ان هناك الكثير من الجامعيين لا يجيدون القراءة، مشيرا ان هناك عدة حلول سيتم طرحها لتطوير العملية التعليمية على المدى القصير والمتوسط وقد يصل بعضا ل 12 عاما، مضيفا أنه يؤيد الاقتصاد الحر الذى لا يتعرض لإستغلال، حتى يتمكن أصحاب المشاريع الصغيرة من العمل دون أن يعطلهم أصحاب النفوذ عن كسب رزقهم .
كما أكد أنه عندما يتم تطبيق دولة القانون والعدالة ستنتهى ظاهرة الفوضى حيث أن السبب الرئيسى لإنتشارها هو غياب الأمن والعدالة، وأضاف أن البطالة هى آفة يعانى منها المجتمع المصرى حيث أن هناك نحو 4 ملايين عاطل من أصحاب المؤهلات، كما ان ذلك الرقم قادر على أن يسقط دول مثلما سقطت تونس، مشيرا أن هناك عقول مصرية لديها خطط لمشاريع كثيرة ستدث فارقا اذا قدر الله لها ان تخرج للنور.
وحول الأحداث الراهنة بعد مقتل جنود مصريين بالقصف الإسرائيلى واشتعال الأزمة بسيناء، أكد العوا انه مع أن يتم إسترجاع كافة الحقوق المصرية من اسرائيل دون التصعيد، مشيرا أن التصعيد مع إسرائيل فى الوقت الراهن يعتبر حماقة نظرا لما تتعرض له البلاد داخليا وخارجيا.
وأشار أنه غير مقبول الإعتداء على السفارات وحرقها لأنها تعتبر أراض آمنة، كما أن ذلك لا يجوز شرعا، مضيفا أن إتفاقية كامب ديفيد هى عهد وجب على الطرفين الوفاء به، إلا فى حالة ان يخلفه أحدهما مما يستوجب الرد على خلف العهود.