أكد الدكتور أحمد صالح، عالم المصريات، أن الوثائق التاريخية تكشف عن أوجه التشابه فى أهداف مشروع قناة «الفراعنة» الذى بدأ فى النصف الأول من القرن التاسع عشر قبل الميلاد ومشروع قناة السويس الجديدة الذى أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى هذا العام، والذى يعد استكمالا لما بدأه أجدادنا الفراعنة بعد ثلاث محاولات قاموا بها على مر التاريخ. وقال صالح إن المشروعين يتفقان فى هدفين أساسيين: أولهما إحياء المنطقة التى توجد بها محافظات القناة (السويس، الإسماعيلية، بورسعيد)، لكنه يختلف فى المحافظة الثالثة حيث إن الفراعنة كانوا يريدون إحياء منطقة شرق الدلتا، بينما مشروع قناة السويس الجديدة يستهدف إحياء محافظة بورسعيد، وأضاف أن الهدف الثانى الذى يتفق فيه المشروعين هو القضاء على أى سيطرة للتجارة تقلل من قيمة القناة المصرية، حيث حرص الفراعنة على عدم سيطرة الدول المنافسة لمصر كالحيثيين والآشوريين عليها. وأوضح صالح أن مسار قناة السويس قديما كان يختلف عما هو موجود حاليا؛ فالبحر الأحمر كان يرتبط بنهر النيل (الفرع البيلوزى القديم أحد فروع نهر النيل) عن طريق وادى الطميلات، وهو وادى جاف كان يتفرع من نهر النيل يخرج من محافظة الإسماعيلية ويتجه للغرب. وفى الأزمنة القديمة قبل التفكير فى إنشاء قناة به كان يستخدم كممر للقوافل التجارية.. لافتا إلى أن اسم هذا الوادى ربما يكون قد اشتق من معبد كان موجود بجواره ويسمى (بر- اتوم أى بيت اتوم)، وتحول إلى كلمة الطميلات. وأشار عالم المصريات إلى أن أول محاولة لحفر هذه القناة، ترجع لعصر الأسرة الثانية عشر الفرعونية وقام بها الفرعون سنوسرت الثالث (الذى اشتهر باسم سيستوريس) فى النصف الأول من القرن التاسع عشر قبل الميلاد، ولكنه خشى من ارتفاع مستوى مياه البحر الأحمر عن نهر النيل. وتابع" أما ثانى محاولة، فقام بها الملك "نيكاو الثانى" فى أواخر القرن السادس قبل الميلاد، ولكنه أيضًا خشى من ارتفاع مستوى مياه البحر". وذكر أن المحاولة الثالثة لحفر القناة، والتى أشار إليها المؤرخ هيرودوت، تنسب للملك الفارسى "دارا" فى القرن الخامس قبل الميلاد الذى أراد ربط البحرين الأحمر والمتوسط معا، ولذلك أسس مدينة بجوار معبد اتوم، وهى فى المكان الذى يسمى حاليا تل المسخوطة. وأشار إلى أن هناك 4 لوحات تخلد ذكرى شق الملك "دارا" لهذه القناة، عثر عليها فى وادى الطميلات، ويبدو أن الملك الفارسى لم يكمل عمله أيضًا فى حفر القناة تخوفا من ارتفاع مستوى مياه البحر الأحمر. وأضاف أن المؤرخ الرومانى "سترابون" أشار إلى أن الملك بطليموس الثانى هو من استكمل عمل الملك الفارسى "دارا" بعد أن حل المهندسين الإغريقى مشكلة الاختلاف فى مستوىى ارتفاع مياه النهر والبحر عن طريق غلق المياه عام 274 ق م واستطاع حفر خندق باتساع 3 أمتار وبعمق متر وطولها 30 كيلومترا من البحيرات المرة. وفى القرن الثانى الميلادى، يذكر الفلكى بطليموس أن هناك نهرا يسمى "تراجان" كان يمتد من النيل إلى البحر الأحمر.