رحلات سياحية إسرائيلية إلى حدود «الجولان» لمتابعة المعارك بين الجيش السوري و«داعش» و«النصرة» نشرت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، تقريرًا مصورًا عن الرحلات اليومية التي يقوم بها السائحون الإسرائيليون إلى الحدود السورية، لمراقبة المعارك التي يخوضها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم «داعش». يرتدون القمصان والسراويل القصيرة والقبعات والنظارات الشمسية، ويقضون اليوم واقفين أعلى منصة الجبل، لا يستمتعون فقط بطبيعة المكان وجمال الطبيعة، لكنهم يتابعون ما يجري من معارك شرسة في الأراضي السورية عبر مجموعة من المناظير والتيليسكوب، بحسب الصحيفة. عند معبر «القنيطرة»، الذي شهد قتالًا عنيفًا بين جبهة النصرة التي تنتمي لتنظيم «القاعدة»، والجيش السوري التابع لنظام بشار الأسد، تمكنت عناصر الجبهة من السيطرة على نقطة تفتيش قبل أسابيع، على مسافة نصف ميل فقط من معبر مرتفعات الجولان، حيث الرحلات السياحية الإسرائيلية. ويقول المزارع الإسرائيلي، مجد أبو عقل «أستطيع أن أرى الإرهابيين عند الحاجز»، مضيفا أنه شاهد بعض الرجال الذين ينتمون لجبهة النصرة وتعرف عليهم من خلال زيهم الأسود، بينما شاهد عناصر تتنقل على سيارات تابعة للأمم المتحدة عليها علم «داعش»، وفقًا لما نقلته صحيفة «فينانشيال تايمز» الأمريكية. قلق في إسرائيل بعد وصول المعارك قرب حدودها الشمالية وأصبحت إسرائيل التي طالما أعتبرت الرئيس السوري بشار الأسد عدوًا لها، قلقة أكثر من أي وقت مضى من تهديدات الجماعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وعناصر «الدولة الإسلامية». وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية، بيتر ليرنر، «هناك معركة للسيطرة على الجانب الآخر من الحدود»، مضيفًا «نحن نراقب الحدود جيدًا.. حتى الآن خطر الجماعات الإرهابية لم يقترب منا، لكننا يجب أن نكون على استعداد». وكان الإسرائيليون في الجولان – وهي المنطقة المتنازع عليها منذ فترة طويلة بين إسرائيل وسوريا – قد اعتادوا على سماع صوت المعارك البعيدة بين القوات المتناحرة في الحرب الأهلية في سوريا، إلا أن الاستيلاء على معبر «القنيطرة» الحدودي بواسطة عناصر «داعش»، خلق وضعًا غير مسبوق جعل الخطر يقترب أكثر من إسرائيل. واحتلت إسرائيل منطقة الجولان – وهي هضبة تطل على شمال الحدود الإسرائيلية ناحية سوريا – عام 1967 بعد «النكسة»، وهي الخطوة التي لم يعترف بها دوليًا. وبعد حرب أكتوبر 1973، ساعدت مراقبة الأممالمتحدة في فرض هدنة على المنطقة التي شهدت العديد من التوترات بين الجانبين السوري والإسرائيلي. وقال أفيف أوريج، الرئيس السابق لمكتب تنظيم «القاعدة» داخل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إنه يعتقد أن جبهة النصرة تضع إسرائيل «هدفا مشروعا». وأضاف أنه في الوقت الذي تنشغل فيه الجبهة في خوض المعارك داخل سوريا، إلا أنها تضع في اعتبارها أن الوصول المباشر إلى إسرائيل «مسألة وقت»، بحسب تعبيره.