الأزهر يقوم بدوره، الذى غاب عنه فى عهد «المخلوع» مبارك. الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، بعث برسالة إلى نواب البرلمان، طالبهم فيها بأن ينفوا انتماءاتهم الحزبية والفكرية والفئوية. وقال لهم فى كلمته، خلال المؤتمر الذى انعقد صباح أمس: «احذروا الفرقة، وتبدد الشمل، واجعلوا التوافق الوطنى نصب أعينكم، وانسوا ذواتكم ومصالحكم الشخصية لأنكم قدرتم لتتحملوا دورا فى مرحلة سياسية فارقة، لا تحتمل إلا التضحية والإخلاص وطهارة اليد وعفة اللسان». وأضاف الطيب أن «شعب مصر ينتظر منكم أداء برلمانيا رفيعا، يتميز بكفاءة ووطنية». مشددا على ضرورة، أن لا ينتظروا العون من أحد إلا من الله، مشيرا إلى أن الوطن مفتوحة أبوابه على الجميع، «شرقا وغربا»، مضيفا «اعلموا أن الفقر أخطر الآفات التى تصيب المجتمعات، ومبعث الرذائل والأمراض الاجتماعية، فطاردوه بموارد مصر الغنية وبمحاربة الفساد، والمحسوبية، وتحقيق العدالة الاجتماعية». البيان، لفت إلى ضرورة علم النواب بأن شرائع الله سواء أكانت للمسلمين أو المسيحيين لا تنمو إلَّا وسط الحرية والكرامة، مشيرا إلى أن الأزهر وعلماءه يهنئون الشعب المصرى ببرلمانه الجديد، ويذكِّرون أعضاء البرلمان بأنهم ما أصبحوا فى هذه المكانة، إلا بدماء الشهداء، وأن يتذكروا مواطنيهم من الفقراء والمهمشين والمحرومين والمظلومين، وسكان المقابر والعشوائيات، وأنه لا عدل من دون هؤلاء، ومن دون سماحة المصريين المعتدلين. كما طالب شيخ الأزهر النواب، بأن يهتموا بالتعليم الذى تدهور وانهار، وأن يعتبروه النافذة الوحيدة إلى المستقبل المنشود، وأن الاقتصاد المتين هو عصب الحياة، ومرتكز القوة السياسية، ولا بد من إعلان الحرب على المرض والفقر، والجهل والأمية، مع السهر والتخطيط للتنمية الشاملة.