أنتم تعرفون «داعش».. «بلاك ووتر إسلامى» يقدم عرضا لصالح جهة ما (أو أكثر)، ثم يختفى ليظهر أفراده فى مهمة جديدة باسم جديد، وأجندة جديدة، لصالح طرف قد يكون مضادا لمن قبله! لكن ماذا عن «كاح»؟ «كاح» هى الطبعة المصرية من أى شىء، «الكوبى المضروب» على عجالة لسد فراغ فى السوق بسعر رخيص. «كاح» هى اختصار بالأحرف الأولى لمجموعة مسلحة أعلنت عن نفسها فى فيديو بدائى أطلق عليه الناشط الإخوانى «الكبييير» أحمد المغير اسم «كتائب أسود حلوان». ومثل فرق «الكورة الشراب» الفانلات ماكملتش أعضاء الفرقة، فلعب أحدهم بجلبابه وخلاص، المهم أن يمسك البندقية ويضع اللثام، ويهدد بالقتل والانتقام وهو يهتف بصوت جهورى: تكبيير.. هى لله.. هى لله. الجماعة الساذجة وقفت بلا نظام تصور نفسها فى شارع ريفى أمام المارة، ويبدو واضحا فى الفيديو شكل البيوت، وطبيعة المكان، والرقم الكودى لصندوق تغذية الكهرباء، وعلى طريقة «يكاد العبيط يقول امسكونى» تحدث كبيرهم بصوته العادى ولهجته الريفية المميزة، ورفع إشارة رابعة، ثم قال القولة الهزلية الشهيرة: إحنا مش إخوان بس عايزين الخير لمصر.. إحنا مش إخوان بس سئمنا سلميتهم.. إحنا مش إخوان بس كنا فى رابعة، والنهضة، والمنصة، والحرس الجمهورى.. إحنا مش إخوان بس هننتقم من الداخلية لما فعلوه فى نساء المسلمين من تعذيب واغتصاب.. الأكثر هزلية فى الأمر، أن المغير اعتبر الإعلان حصادا لما كان يعمل عليه مع عشرات الشباب منذ شهور، وأشار إلى جماعات مسلحة أخرى مثل «المقاومة الشعبية»، و«الأيام الحاسمة»، و«التحالف الثورى»، ودعا للتشبه بأبطال سوريا، ثم توالى التهليل والتكبير من قيادات إخوانية وجهادية وبعض المحسوبين على السلفيين، واستبشرت «رصد» بشائر النصر، وتحدثت «الجزيرة» عن «التطور النوعى»، ولما زادت السخرية من الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، ولما ظهر ضعف التدريب والترتيب وغياب الاحترافية فى لغة الخطاب، ومهارات التخفى، وقوة الرسالة، تطوعت «الأناضول» للتنصل والتبرؤ من الفيديو، ونشرت خبرا مجهول المصدر منسوبا إلى مصدر رفض الكشف عن اسمه فى تحالف الدفاع عن شرعية الرئيس مرسى! يعتبر فيه أن الفيديو مدسوس عليهم من جانب المخابرات، وهدفه صنع عدو وهمى لإفزاع الشعب، ومنح السلطة، ذريعة لقمع الحراك السلمى الموجود بالشارع! الحراك إيه؟ السلمى! هذا تصريح مساطيل يجعلك تهتف مع «كاح» سئمنا سلمية الإخوان، التى تتفاخر طوال الوقت بقوافل الشهداء، وتشكيل تنظيم القط الأسود فى المنيا، والسحلية الخضراء فى دمنهور، وكيد الحرائر فى العباسية، ويمارس أعضاؤها كل أنواع العنف فى اللغة والمظاهرات ومشاركات «فيسبوك»، ثم يغطون الجثث بورق الجرائد، ويتهمون الإعلام والداخلية، والشعب السلبى، ويسمون أنشطتهم بالمقاومة الشعبية والحراك السلمى، ويتركون للملثمين منهم إدانة هذه السلمية الإخوانية! تبقى ملاحظة مهمة أن الإخوان كلهم ملثمون على فكرة، حتى الذى يظهر بوجهه ملثم، لأن هذه الوجوه التى نراها مجرد أقنعة للاحتيال.. وجوههم الحقيقية محفوظة فى أرشيف التنظيم، وقد تعلمنا أنها عندما تظهر، تنطلق معها اللعنة والمأساة، فلا تتركوا مجالا فى مجتمعنا للإعلان (حتى لو الهزلى) عن مثل هذه الظواهر، حتى لا ندخل فى مساخر الحالة «كاح».