الإسكندرية - صديق العيسوي ومحمد البدري: "بعد جحيم ليبيا .. بلدنا أولى بينا، ولن أعود إلى هناك مرة أخرى" بهذه الكلمات بدأ المواطن ناجي عطا، أحد الناجين من أحداث ليبيا، بعد عودته على متن الباخرة "عايدة4" التى أرسلتها الحكومة المصرية لإجلاء المصريين العالقين على الحدود الليبيبة التونسية. "عطا" يروي "للتحرير" قصة فراره من منطقة الجبل الغربي بليبيا والتي كان يعمل بها منذ نحو عام، قائلا رأيت الموت بعيني أكثر من مرة طيلة 4 أشهر من الصراعات التي لا دخل لنا بها بين طوائف مختلفة في ليبيا ، مشيرا إلى أنه قضى قرابة 5 أيام في الصحراء عالقا بين الحدود التونسية اللييية في انتظار قرار الرحمة بإعادته وزملائه لبلاده، دون طعام أو شراب، مؤكدا أنه كان شاهد عيان على سوء المعاملة من الجانب الليبي خلال محاولته عبور الحدود. وحكى "عطا" عن مئات المصابين التى خلفتها الحرب الأهلية فى ليبيا بين ميليشيات مسلحة وجماعات اخرى ، قائلا "ليبيا راحت خلاص" والمصريين هناك يقتلون ويذبحون من الإرهابيين ، "واللى امه داعياله" يتم ضربه وسرقته فقط من قبل ما يسمون انفسهم بالثوار ، وعن الدور الذى تلعبه السفارة المصرية بليبيا تجاه المصريين أوضح "عطا" أنه لا يعرف مكان السفارة وحتى لو عرف مكانها لن يتوجه إليها ، مضيفا "ماحدش بيحمى حد واللى بيقدر على حاجه بيعملها". "عبد الرازق محمود " من محافظة سوهاج، قال " قضيت 6 أيام في الصحراء الليبية وصولا للحدود التونسية، ومرت علينا أيام صعبة بين الحياة والموت، خلال توجهنا للحدود الليبية التونسية هربا من جحيم الصراعات في ليبيا"، وتابع "مافيش أمان فى ليبيا والليبين بيقتلوا فى بعض بعد الثورة ". وأكد "محمود"على وجود فارق كبير في المعاملة بين الجانبين الليبي والتونسي، قائلا "عشنا الجحيم في الجانب الليبي، وتعرضنا للضرب والإهانة دون ذنب ، رغم اننا كنا نطالب بحسن المعاملة الإنسانية فقط ، بينما شعرنا من معاملة السلطات التونسية وكأننا في بلدنا مصر وذلك طيلة تواجدنا هناك، وشعرنا بفرحة عارمة بنبأ إرسال سفينة مصرية لإعادتنا لوطننا وكأنها معجزة من السماء" وتحدث المواطن " أ. م" – الذي رفض ذكر اسمه – عن إصابته بكسر في اليد اليمني بعد الاعتداء عليه من قبل السلطات الليبية في الحدود الواقعة بين ليبيا وتونس، قائلا " تعرضت للضرب 6 مرات في ضلوعي وذراعي، على يد الليبيين، وذلك بسبب عدم حملنا ورقة تتيح لنا عبور الحدود رغم حملي لجواز السفر المصري، ودون أدنى مراعاة للحالة الإنسانية التي كنا عليها". وأضاف "للتحرير" لا توجد دولة أو حكومة فى ليبيا والسلاح "متنتور" فى كل حته والموت هناك أسهل من ذبح الفراخ ، وكمية الأسلحة الموجودة فى ليبيا تكفى لإبادة إسرائيل فيما قال خلف الله محمد،ن محافظة قنا، أحد العائدين من الحدود التونسية، إن الحياة في ليبيا كانت صعبة ، قتل ونهب وسرقة وضرب وفتنة ، ليبيا خربت، وتعرضنا للضرب والإهانة على البوابة الليبية بالسلاح، تمت معاملتنا من الليبيين معاملة اليهود ، وتونس عاملتنا معاملة الكرام". وتابع قائلا " فضلت العودة عن طريق المنفذ الليبي التونسي ، لأنه رغم قسوته كان أرحم علينا من الأحداث التي وقعت بالقرب من منفذ السلوم البري بالحدود الليبيبة المصرية، واللى يفكر يرجع بلده من السلوم يبقى الموت أرحم من رؤية المليشيات، ففي هذا الطريق أنت ميت ميت" ويؤكد أحمد عبد الصبور من محافظة المنيا أنه لقي معاملة سيئة من قبل السلطات الليبية حتى انتقل إلى الحدود التونسية حيث وصلت السفينة "عايدة 4" وقامت بنقل المصريين، وأوضح أنه لم ينتظر كثيراً بالحدود التونسية مشيراً إنه تلقى معاملة حسنة من قبل طاقم السفينة لحين وصول الميناء، كما أضاف أنه شعر باهتمام بالغ من مسئولى الأكاديمية العربية المسؤولة عن الباخرة ، منذ تحركها من الميناء التونسي حتى وصولها إلى ميناء الإسكندرية، وقد شدد إنه مازال هناك العديد من المصريين بالحدود الليبية التونسية وإنه يرجو من المسئولين استكمال عملية إنقاذ المصريين ونقل باقى العالقين هناك إلى أرض الوطن. فيما أوضح عبد الراضى السيد من محافظة قنا، أنه رأى الموت بعينيه بالحدود الليبية التونسية مثله مثل العديد من المصريين هناك، وعندما علم بأن السفينة "عايدة 4" تقترب من الوصول إلى الميناء التونسي لنقل المصريين العالقين تحرك على الفور نحو الميناء التونسي، مشيراً أنه شعر بالراحة عندما شاهد سرعة الإجراءات التي قام بها طاقم السفينة، كما شعر بالأمان عندما وصلت السفينة إلى ميناء الإسكندرية .