ضمن فريق مسرحية «مدرسة المشاغبين» هو أحدهم وإن كان الأكثر إطلاقًا للضحكات بمشاركة عادل إمام، لكن بعيدًا عن المدرسة هو أكثرهم شغبًا، الفنان الراحل سعيد صالح لم يهتم كثيرًا بتوثيق نجوميته، فذهب كثير مما قدمه فى اتجاه مخالف للذاكرة الجمعية للمشاهدين، سعيد صالح هو الوحيد من أبناء جيله الذى حافظ على مسرح يجمع بين الضحك والنقد السياسى، كان يقوم بالدور الذى تتصدَّى له الآن مواقع التواصل الاجتماعى فى التعليق و«التقليش» على مجريات الأمور السياسية، لكن بلغة وبإمكانات الثمانينيات، التى شهدت بطولاته المسرحية المتتالية، وأبرزها على الإطلاق «كعبلون» التى تصنف باعتبارها أفضل مسرحياته وأكثرها نجاحًا، لكن من شاهد «كعبلون» على شاشة التليفزيون؟ إجازة العيد التى انتهت قبل يومين شهدت كالعادة إعادات متتالية ل«مدرسة المشاغبين» و«العيال كبرت»، مرسى الزناتى وسلطان السكرى هما فقط الأكثر شهرة بين كل ما قدّمه سعيد صالح، هنا تأتى أزمة توثيق النجومية، أن تتوافر للممثل الموهوب إدارة قادرة على تسويقه بشكل محترف تجعله يختار أعمالًا تتوافر فيها شروط النجاح، وفى الوقت نفسه مناخًا يجعل هذا النجاح غير منتهى الصلاحية. عادل إمام لم يقل لسعيد صالح «سلام يا صاحبى» وينطلق منفردًا، لأنه أكثر من صالح موهبة، كل منهما له مذاق خاص وكاريزما متفردة، لكن إمام عرف مبكرًا كيف يحتفظ بمفاتيح النجومية، بينما صالح ترك نفسه لسياسة اليوم بيومه، يقدّم مسرحية ناجحة ولا يسأل نفسه كيف ستراها الأجيال التالية، وفى نفس الموسم يشارك فى سلسلة من الأفلام التى كانت تصنف باعتبارها «مقاولات»، كان متصالحًا مع نفسه ومَن حوله، فركّز فى إسعاد الناس حتى لو أضر ذلك باسمه، وعندما تورّط فى القضية الشهيرة خرج من السجن أكثر قوة وعاد للفن من جديد، لكنه عاد كما بدأ، الممثل الموهوب صاحب القدرات غير المحدودة، لكنه بعيد عن النجومية التى تناسب مقامه، يفتقد لفريق عمل محترف قادر على توفير مناخ مثالى لموهبة عانت كثيرًا فى سنواتها الأخيرة، انتهى صالح كما انتهى معظم الموهوبين فى تاريخ الفن المصرى، وحيدًا فقيرًا مريضًا، لأنه لم يهتم فى عز عطائه إلا بسياسة اليوم بيومه.