تحولت شوارع محافظة قنا قبيل بدء شهر الصوم بساعات إلى ساحة من ساحات المولد، التي تقام لأولياء الله فى مصر من تعليق و تزيين القنائية منازلهم بالفوانيس والأهلة المضاءة فلا فرق بين قرية فقيرة أو غنية الأطفال فى القري الفقيرة تحايلوا على أوضاعهم المادية بصناعة الزينة من الكتب المدرسية وصباغتها بالالوان المبهجة الصارخة وضفرها فى الحبال على الواجهات والشرفات، استعدادا لاستقبال شهر الصوم. وفي محاولة لكسر الركود في الحياة البائسة وللتعبير فرحتهم بقدوم بالشهر الذي يستمر فى الذكر والدعاء ويملأها بالفرحة الغامرة وصفاء النفس. ففي قري مركز ابوتشت لم تقف قسوة المعيشة بين الأطفال وفرحتهم بشهر رمضان ورغبتهم فى شراء الفوانيس الرمضانية المختلفة الأحجام والتي اصبحت أسعارها هذا العام مرتفعة عن العام الماضي فراحوا يصنعوا الفوانيس من صناديق الحلوي والكتب الدراسية هو انعكاس لمدى استعدادهم وتجهيزهم لشهر رمضان الكريم، حيث أصبحت فكرة تزيين المنازل بالفوانيس الرمضانية، من المتطلبات الضرورية للشعور ببهجة الشهر الفضيل ومن جانبه قال عطي محسن، تجار زينة بالسوق القديم بمدينة قنا، إن أهل محافظة قنا يحرصوا كل عام على شراء خيوط الزينة الورقية أو المضيئة للتعبير عن فرحتهم برمضان ورغم ارتفاع أسعارها هذا العام الا ان الاقبال عليها كبير ، من باب التباهي في تزيين منازلهم. وكشف عاشور وافي، مدرس من قرية الحميدات بقنا، أن فكرة تعليق الفوانيس الرمضانية المضيئة وهلال رمضان، وتزيين المنازل بها، أصبحت من العادات المتبعة من قبل المواطنين وباتت تشكل أحد أهم طقوس الشهر والتعبير عن الفرحة لدرجة ان العائلة التي لديها حالة وفاة او فقيد ترفض التزين للتعبير عن حزنها مما يؤكدا انها عادات مصرية قديمة، وانتقلت من جيل إلى جيل، حتى أصبحت عادة يتطلب تجهيزها مع اقتراب الشهر الفضيل وتشارك خديجة عبدالرحيم 60 عاما من قرية أولاد عمر التابعة لمركز قنا فى الحديثة قائلة انها تذكر هي الاطفال كل عام بزينة رمضان وتدفعهم إلى عدم الوقوف امام الوضع المادي وأن يصنعوا الزينه بانفسهم مؤكدا انها تعتبر تلك العادة " فال خير " قد يحدث فى حالة تركه حزن للعائلة أو كارثة الامر الذي يدفعها إلى مساعدة الاطفال فى صناعة الزينة وتعليقها على المنازل والشوارع الجانبية بالقرية وآخرون يشترون زينة كاملة ومتنوعة.