تماما كما كان نظام مبارك يفعل، «دعهم يتظاهرون، ودعنا نتجاهل»، أصبح هذا هو لسان حال مؤسسات الدولة، العمال يتظاهرون، ولا استجابة حقيقية، لكن التظاهر تحول فى شركات المنطقة الحرة الاستثمارية فى الإسماعيلية، إلى قطع طريق القاهرة الصحراوى، وإغلاق المنطقة، ومنع دخول وخروج شاحنات البضائع ومستلزمات الإنتاج. آلاف العمال الذين تظاهروا، صباح أمس، كانوا يحتجون على تدنى أجورهم وسوء أوضاع العمل، كما أوقف نحو 10 آلاف عامل على الأقل عن العمل تماما فى أكثر من 80 مصنعا مقامة داخل المنطقة، ومنعوا دخول موظفى المكاتب الإدارية والجمارك إلى مقر عملهم، مطالبين بضرورة منحهم الحد الأدنى للأجور، وتخفيض أعداد العمالة الأجنبية بالمنطقة القادمين من الهند وباكستان وسيرلانكا وتوفير تأمين صحى شامل لهم، وتحسين معاملتهم من جانب المستثمرين الأجانب، وأن يكون التأمين عليهم على أساس الأجر الشامل وليس الأساسى. أحمد، أحد العمال قال: «أتقاضى 500 جنيه، رغم أننى أعمل منذ أكثر من 4 سنوات، حاولنا التفاوض أكثر من مرة لكن إدارة الشركة رفضت»، لكن زميله الذى كان يقف بجواره قدم مبررا آخر «المستثمرون الأجانب يتعمدون إهانة العمال المصريين، ويسيطرون على معظم فرص العمل فى المنطقة»، مطالبا بتحديد أعداد العمالة الأجنبية التى يتم استقدامها من الخارج. العمال منعوا مرور السيارات تماما منذ السابعة صباح أمس على طريق الإسماعيلية -القاهرة الصحراوى فى الاتجاهين، فيما دفعت قوات الجيش بأكثر من 10 عربات مدرعة، و4 دبابات وعدد من الشاحنات حاملات الجنود وسيارة إطفاء إلى مكان الاحتجاج، مشروعات المنطقة الحرة تبلغ تكلفتها نحو 500 مليون دولار، ويقول أحد المسؤولين فيها: إن الحاكم العسكرى ومسؤولى القوى العاملة بدؤوا التفاوض مع العمال فى محاولة لفض الاحتجاج