كان لكريستيانو 23 محاولة على المرمى من أصل 53 محاولة قام بها فريقه.. أى ما يوازى 50% من محاولات البرتغال كان من الطبيعى أن ترى الجماهير رونالدو وهو يتذمر أو يلوح بوجهه عندما لا يفعل زملاؤه ما كان يخطط له لقد بدأت فى الاعتقاد بأن الفوز بجائزة أفضل لاعب فى العالم للعام والكرة الذهبية ليس أمرا جيدا قبل كأس العالم، فمنذ 1994 فإن كل اللاعبين الذين حصلوا عليها أصيبوا بخيبة أمل فى البطولة، بداية من روبرتو باجيو (1993)، ورونالدو (1997)، ولويس فيجو (2001)، ورونالدينيو (2008)، وليونيل ميسى (2009). وأخيرا فى تلك القائمة يأتى كريستيانو رونالدو، الذى فاز بالكرة الذهبية عام 2013، لكنه ودع البرازيل أول من أمس. لا ينبغى أن يكون الأمر سهلا بالنسبة لكريستيانو رونالدو، فهو كان لديه مجموعة من أفضل اللاعبين فى كوكب الأرض بجانبه فى ريال مدريد، لكن الحقيقة مختلفة كليا فى منتخب البرتغال، فهو يفكر أسرع من زملائه فى الفريق. هو يفعل أشياء هم لا يستطيعون التفكير فيها. وكما نقول هنا فى البرازيل، هو فتى يلمس الكرة فى الملعب ويطير برأسه عليها فى الوقت ذاته ليستقبلها. رونالدو فى البرتغال.. كريستيانو رونالدو يلعب وحده.. وهذا ليس كافيًا كنت فى استاد مانى جارنيشا أول من أمس فى برازيليا لمشاهدة المباراة، كل ما تحتاج إليه البرتغال هو معجزة تحفظ لها حظوظها فى التأهل، ووضعت جماهير البرتغال ولاعبوها أيضا كل الضغط على كاهل كريستيانو رونالدو من أجل تصحيح الأخطاء وعلاج المشكلة. هل تحتاج البرتغال إلى أن تسجل أربعة أهداف كى تتأهل إلى الدور ال16؟ إذن وجّه نداءك إلى كريستيانو رونالدو. هل تحتاج البرتغال إلى 100 هدف من أجل الفوز على غانا؟ إذن وجّه نداءك إلى كريستيانو رونالدو، فهو تم اختياره أفضل لاعب فى العالم، ولكنه ليس صانع معجزات. البرتغال تحتاج إلى أكثر من كريستيانو رونالدو. البرتغال بحاجة إلى فريق حقيقى. رونالدو إذا ما قارناه مع ليونيل ميسى ونيمار. الاثنان الآخران الأكثر إثارة للجدل حتى الآن فى البطولة، ويبدو أن الأرجنتينى والبرازيلى يحافظان على طاقاتهما حتى يقدموها فى المراحل المقبلة، لكن كريستيانو رونالدو كان قد أفرغ شحنات طاقته قبل كأس العالم. أعطى كل شىء كى تتأهل البرتغال (من يمكنه أن ينسى أداءه المذهل فى مباراة السويد؟)، وللفوز بدورى أبطال أوروبا مع ريال مدريد. هل هذا خيار سيئ بالنسبة له؟ أنا حقيقة لا أعلم. من إذن يمكنه أن يحكم عليه؟ كريستيانو رونالدو حقيقة أفضل لاعب فى العالم فى 2013، وهو استحق الكرة الذهبية، والجميع توقع أن يذهب بالبرتغال إلى مراحل متقدمة فى كأس العالم، لكن من المستحيل أن يفعل ذلك وحده. إحصائيات الفيفا فى المباريات الثلاث التى خاضتها البرتغال. لقد كان لكريستيانو رونالدو نصيب 23 محاولة على المرمى من أصل 53 محاولة قام بها فريقه، أى ما يوازى 50% من محاولات البرتغال. تلك هى كأس العالم الثالثة لكريستيانو، مثل ميسى، شارك فى 13 مباراة مونديالية، بواقع ألف و84 دقيقة فى الملعب، ولكنه سجل ثلاثة أهداف فقط، بمعدل هدف بكل بطولة. آخر تلك الأهداف كان أول من أمس، عندما منح البرتغال الانتصار بهدفين لهدف أمام غانا. كانت لديه على الأقل ثلاث فرص أخرى للتسجيل وفرص لتحسين النتيجة، أو حتى لسطر مستقبل جديد لمنتخب بلاده. وقال رونالدو بعد المباراة: «كان لدينا العديد من الفرص، وكان علينا أن نسجل ثلاثة أهداف، وأن نعتمد على فوز ألمانيا بهدفين، وقدمنا أفضل مستوى لنا، ولكن الأمر لم يكن بتلك السهولة، إنها كانت مهمة معقدة، ولكننا نرى الآن أنها كانت ممكنة، فالفرص خلقت أمامنا، وسنخرج من البطولة مرفوعى الرأس، لقد حاولنا أن نقدم الأفضل، لكننا لم نستطع». استيقظت برازيليا مبكرا كى تشاهد المنتخب البرتغالى على ملعب «مانى جارينشا» (الفيفا استخدم الملعب الوطنى، لكن الاسم الحقيقى للاستاد هو الاسم الأكثر شهرة وهو رقم 7 فى الكرة البرازيلية). كريستيانو رونالدو فى البرازيل بمثابة النجم المثالى والمعشوق، والآلاف من المشجعين ذهبوا من أجل رؤيته ومشاهدته وهو يلعب. كان كل تسعة من كل عشرة قمصان ترتديها الجماهير هى مكتوب فى ظهرها رقم 7، حتى إن صبيا صغيرا اقتحم غرفة كريستيانو رونالدو فى أثناء الليل لمجرد الحصول على توقيعه.. أجل، تلك الواقعة صحيحة. شاهدوا فقط كريستيانو رونالدو على أرض الملعب. لكن الفارق هو جودة الفريق الذى معه، والذى دفعه لأن يغضب عليه فى بعض الأحيان. كان من الطبيعى أن تراه الجماهير وهو يتذمر أو يلوح بوجهه أو يشكو عندما لا يفعل زملاؤه ما كان يخطط له. فى الدقائق الأخيرة، بعد خسارته إحدى الفرص، بدا وكأنه تخلى تماما عن اللعب، عندما مر بجانبه أحد لاعبى المنتخب الغانى بالكرة. الناس الذين يعيشون مع كريستيانو رونالدو يقولون إنه تنافسى للغاية. هو لا يحب أن يخسر ولو على سبيل المزحة. هو عاشق لكرة القدم، وهو يدرب نفسه عليه حتى وهو يشاهد التليفزيون. وإن كريستيانو رونالدو مهووس بشكل جسده، وهو يحب أن يكون مثاليا، حتى يتمكن من أن يفعل ما يريد. لكنّ شيئا ما حدث بصورة خاطئة فى البرازيل، هل هو يعانى من إصابة؟ هل هو أمر جيد بالنسبة له أن يلعب لمنتخب البرتغال؟ هل هو وصل إلى قمة مستوياته مبكرا للغاية؟ ربما كل تلك الأمور مجتمعة. لو كنت لاعبا لوددت أن أفوز بالكرة الذهبية، لكنى كنت سأخاف حقيقة لو حدث هذا قبل بطولة كأس العالم. رونالدو