«الحرب على كل الجبهات»، هذا ما يفعله الرئيس السوادنى، عمر البشير، هذه الأيام غير عابئ بفتحه أكثر من جبهة، سواء على المعارضة الداخلية من ناحية، أو على دولة جنوب السودان من جهة أخرى. البشير وضع ملحا على الجروح التى لا تلتئم مع الجنوب المنفصل وعاصمته جوبا، حينما أعلن فى كلمة أمام ممثلين للهيئة التشريعة القومية أول من أمس، أن حكومته «اتخذت قرارا أحاديا من جانبها بتحصيل رسوم عبور النفط الخام شهريا إلى حين التوصل إلى اتفاق». من المعروف أن السودان وجنوبه يختلفان حول تقاسم عائدات البترول، حيث تتركز حقول البترول فى الدولة الوليدة، بينما توجد مراكز التكرير وخطوط وأنابيب النقل وموانى الشحن بالشمال. لكن الأزمة الاقتصادية بين شمال وجنوب السودان ما هى إلا قناع يخفى وراءه مشكلات سياسية عميقة، بسبب اتهام الخرطومجوبا بإيوائها ومساعدتها للحركات المتمردة المنتشرة فى السودان، وهو ما جعل البشير يؤكد فى تصريحاته أن «الحرب بين الخرطوموجوبا غير مستبعدة»، موجها اتهامات مباشرة للجنوب ب«إيواء ومساعدة الحركات المتمردة بدارفور وولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق»، مشيرا إلى أن بلاده «مستعدة لمواجهة أى عدوان من الجنوب أو أعوانها»، رافضا أى تفاوض مع متمردى الحركة الشعبية أو العدل والمساواة. وبعيدا عن هؤلاء فتح الرئيس السودانى جبهة جديدة منذ أيام بتوجهيه اتهامات إلى المعارضة الداخلية فى السودان المتمثلة فى حزب المؤتمر الشعبى المعارض وزعيمه المخضرم، حسن الترابى، بمحاولة «التخطيط لإجراء انقلاب فى نظام الحكم»، وهو ما رد عليه الترابى أمس الخميس ب«أن نظام البشير يصعد من هجمته ضد المعارضة ويمهد إلى مزيد من الاعتقالات فى المرحلة المقبلة»، وواصل الترابى فى انتقاده سياسات البشير، مشيرا إلى أنه ما زال يصر على إسقاط نظام البشير الذى أدت سياساته الفاشلة إلى انفصال الجنوب ومعاناة الشعب السودانى من أزمة اقتصادية خانقة تصاعدت وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة.