«فعلنا كل شىء طلبوه منا، ثم باغتونا بالهجوم»، بتلك الجملة أبدى المدير التنفيذى لمؤسسة «فريدوم هاوس»، ديفيد كريمر، اندهاشه من الحملة التى طالت منظمات حقوق الإنسان فى مصر، مشيرا إلى أنه التقى عددا من المسؤولين فى وزارة الخارجية المصرية، لبحث إنهاء أزمة إغلاق المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية. ديفيد أشار، خلال لقائه عددا من الصحفيين مساء أول من أمس، إلى انزعاجهم، فى المؤسسة، من الهجمة الشرسة على المنظمات الأجنبية والمحلية، مؤكدا ضرورة إعادة فتح مكتب منظمة «فريدوم هاوس» من جديد، وإعادة كل الأشياء التى تمت مصادرتها، ومنح المنظمة تراخيص ممارسة عملها داخل مصر بشكل شرعى. المدير التنفيذى لمؤسسة «فريدوم هاوس» أكد أن هناك حملة ضد المنظمات الأجنبية والمحلية، بلغت ذروتها الخميس قبل الماضى، حين اقتحمت السلطات المصرية مقرات المنظمات وأغلقتها. مشيرا إلى أن هناك فهما خاطئا لدور المجتمع المدنى فى مصر، وعدم إدراك أهمية دوره فى عملية الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى ودفع عجلة حقوق الإنسان إلى الأمام، موضحا أنه أجرى عددا من الاتصالات بالسفيرة الأمريكية فى القاهرة، آن باترسون، التى التقت عددا من أعضاء المجلس العسكرى، وأجرت اتصالات بمسؤولين مصريين، وطلبت منهم وقف الهجوم على المنظمات وإعادة ما تمت مصادرته إليها من جديد. لافتا إلى أن وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا، أجرى هو الآخر اتصالا هاتفيا بالمشير محمد حسين طنطاوى، ونقل له نفس الرسالة. كريمر قال بالنص: «قدمنا كل الأوراق اللازمة لتأسيس فرع المنظمة داخل مصر، وتحدثنا مرارا وتكرارا عن ضرورة منحنا الشرعية القانونية، وكان من ضمن إجراءات منحنا تراخيص مزاولة العمل، أن يكون لنا مكتب فى مصر وبه موظفون، وقد نفذنا ما طلبته وزارة الخارجية منا، ثم فوجئنا بالهجوم على مكتبنا»، مضيفا أنه لا يستطيع الجزم بحقيقة توتر العلاقات بين الإدارة المصرية والأمريكية من عدمه. مشيرا إلى احتمالية وجود شك لدى بعض الأشخاص من الطرفين، تسبب فى تلك التوترات. وأكد كريمر، أن منظمة «فريدوم هاوس» تتلقى تمويلات من الحكومة الأمريكية، وأنها لا تُخفى ذلك، كما أنها لا تدفع بهذا التمويل لأى من الأحزاب السياسية، ولا أى من المرشحين فى الانتخابات المصرية. وحول الانتخابات البرلمانية، قال «الشواهد تؤكد إتمامها بشكل منظم وجيد وشفاف، وكل تقارير منظمات حقوق الإنسان تؤكد تلك الحقيقة». كريمر أكد أن «فريدوم هاوس» ستصدر تقريرها السنوى عن حالة حقوق الإنسان فى العالم، خلال أسبوعين، وستعلن خلال التقرير عما تراه بشأن حالة حقوق الإنسان فى مصر. لافتا إلى أن مصر، لا يزال بها بعض مصادر القلق بشأن حالة حقوق الإنسان، مثل سوء معاملة المتظاهرين ووضع المرأة والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين واستمرار حالة الطوارئ، مشددا على ضرورة محاسبة كل من تسبب فى ارتكاب أى من تلك الانتهاكات، نافيا ما تردد حول طلب مسؤولين فى المنظمة، من الإدارة الأمريكية، وقف التمويل الأمريكى للحكومة المصرية. فى نفس السياق، كشفت مصادر مطلعة، أن النيابة العامة تجرى تحقيقات مع مسؤولى عدد كبير من المنظمات الأجنبية داخل مصر، وأكدت المصادر أن النيابة استدعت مسؤولى المنظمات الأجنبية التى أغلقت مؤخرا، ومنهم مسؤولو منظمة «فريدوم هاوس»، و«المعهد الديمقراطى الأمريكى»، و«المعهد الجمهورى الأمريكى»، و«كونراد إديناور» الألمانية.