موسكو تحتج لدى كييف على حصار سفارتها وتنتقد تصريحات وزير الخارجية الأوكراني المعارك مستمرة في جنوب شرق أوكرانيا والناتو يتحدث عن تقديم مساعدا لأوكرانيا رسالة موسكو توقفت روسيا، منذ اليوم الاثنين، عن توريد الغاز لأوكرانيا ولن تستأنف عملية التصدير إلا بعد الحصول على مقدمات نقدية. إذ غيَّرت شركة "غازبروم" الروسية نظام إمدادات الغاز إلى أوكرانيا إلى نظام الدفع المقدم منذ الساعة العاشرة من يوم الاثنين. وقالت الشركة إنها قررت تطبيق نظام الدفع المقدم بسبب عدم وفاء شركة "نفط غاز أوكرانيا" بمدفوعات فاتورة الغاز. وبلغت المتأخرات الأوكرانية المستحقة لشركة الغاز الروسية 4.458 مليار دولار منذ ديسمبر 2013 منها 3.007 مليار مستحقات الفترة أبريل – مايو 2014. وكانت "غازبروم" أجلت تطبيق نظام تسوية المدفوعات الناجمة عن تصدير الغاز إلى أوكرانيا على أساس الدفع المقدم إلى التاسع من يونيو الحالي. وبفشل المفاوضات توقفت روسيا بداية من اليوم عن توريد الغاز لأوكرانيا، إلا أن توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا لا تزال مستمرة. وقال الناطق الرسمي باسم "غازبروم" سيرجي كوبيريانوف إن فرض نظام الدفع مقدما تم نتيجة لعدم التزام الجانب الأوكراني بشروط عقد (بيع - شراء) الموقع في 19 يناير عام 2009، الساري حتى عام 2019، ونتيجة لتراكم ديون ضخمة على "نفطوغاز أوكرانيا" مقابل ثمن الغاز الروسي المورد سابقا، وعدم سداد ثمن الغاز المورد حاليا أيضا. وقررت شركة "غازبروم" رفع دعوى قضائية إلى المحكمة الدولية في ستوكهولم ضد شركة "نفطوغاز اوكرانيا" لتحصيل ديونها التي بلغت قيمتها الإجمالية 4.458 مليار دولار للفترة منذ نوفمبر الماضي. ولفت عملاق الغاز الروسي إلى أنه قام بإبلاغ المفوضية الأوروبية في وقت سابق، باحتمال حدوث خلل وانقطاعات في ترانزيت الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، في حال قامت الأخيرة بصورة غير قانونية بسحب الغاز من التدفقات العابرة عبر أراضيها. وأكد كوبيريانوف أن إمدادات الغاز إلى المستهلكين الأوروبيين تضخ من قبل "غازبروم" بالكامل حسب العقود، ولفت إلى أن مسؤولية وصولها إلى المستهلكين الأوروبيين تتحملها "نفطوغاز أوكرانيا". في غضون ذلك قال المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة غونتر أوتينغر إنه لا تزال هناك ضرورة لمواصلة المباحثات الثلاثية حول الغاز، والمشاورات بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا ستستمر خلال هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن كييف تنوي الإيفاء بجميع التزاماتها فيما يخص ترانزيت الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا. من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الوزارة وجهت مذكرة إلى نظيرتها الأوكرانية تطالب فيها بمعاقبة المسؤولين عن أعمال الشغب قرب السفارة الروسية في كييف، وبتعويض الأضرار. وقال لافروف هناك انطباع بأن المشاركين في الاعتداء استهدفوا الاستيلاء على مقر السفارة، أي أن ثمة أدلة على أنهم كانوا يرغبون في إراقة الدماء. كما أعرب عن استيائه من تصرفات القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشيتسا الذي وصل إلى المحتجين وسمح لنفسه بالتفوه بعبارات "تتعدى حدود الأدب". وعلى الصعيد الميداني، أعلنت السلطات الأوكرانية عن مقتل نحو 50 وإصابة 150 آخرين بجروح من عناصر الدفاع الشعبي في شرق البلاد خلال ال 24 ساعة الماضية. وذلك وفقا لتصريحات المتحدث باسم عملية الجيش فلاديسلاف سيليزنيوف. من جانبه أكد المكتب الصحفي ل "جمهورية لوجانسك الشعبية" أن الجيش الأوكراني قصف مواقع قوات الدفاع الشعبي على أطراف مدينة لوجانسك. وكانت قيادة "جمهورية لوجانسك" قد أعلنت عن مقتل أكثر من 100 شخص من المدنيين وعناصر الدفاع الشعبي بنتيجة عملية القوات الأوكرانية خلال اليومين الأخيرين. وفي سياق التصعيد المتواصل من جانب حلف شمال الأطلسي، أعلن الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسن أن الحلف ينظر في اتخاذ خطوات تتعلق بتقديم مساعد عسكرية لأوكرانيا. وقال راسموسن إن الناتو سيساعد أوكرانيا في إصلاح قطاعها الدفاعي وتحديث قواتها المسلحة. وأشار إلى أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف سيبحثون هذا الموضوع في اجتماع لهم أواخر الشهر الجاري. كما أكد أن الحلف لا يخطط لنشر قواته في أوكرانيا، مع أنه لم يستبعد مشاركة دولة ما من أعضاء الحلف في تدريبات عسكرية على الأراضي الأوكرانية، مضيفا أن اتخاذ قرار بهذا الشأن من صلاحية كييف وحلفاء الناتو.