إذا كان حسن شحاتة هو معلم الكرة المصرية، فالإعلامى المخضرم أسامة الشيخ هو معلم الإعلام الخاص فى السنوات العشرين الأخيرة، وهو الوحيد الذى وقف الجميع معه عندما طاردته الاتهامات بعد ثورة يناير، بالتالى عندما يتكلم عن واقع الإعلام المصرى ومستقبله لإبراهيم عيسى فى برنامج «25 - 30»، فإن القائمين على القنوات الخاصة يجب أن يستمعوا له جيدا، ومن قبلهم الجمهور الذى هو حجر أساس تصحيح مسار هذا الإعلام، بدعم المضمون السمين وعدم التسامح مع الغث منه، الشيخ أكد حقيقة تراجع ماسبيرو وصعود القنوات الخاصة، تلك القنوات التى نجت من قبضة الإخوان بعزل مرسى، لكنها يجب أيضا أن تنعم بالفصل بين المادة الإبداعية وسيطرة رأس المال، وهى رسالة قد تكون مفتاح الحل عندما يدرك صاحب رأس المال أن عليه الاستعانة بإعلاميين محترفين، وإبعاد هؤلاء أصحاب الرسائل الموجهة الذين يكبدون مصداقية الإعلام الخاص كثيرا من الخسائر. المعلم أسامة وجه الضوء أيضا لتراجع دور كليات الإعلام فى تخريج الكوادر المتخصصة التى تحتاج إليها مدينة الإنتاج الإعلامى، وعن ماسبيرو قال الشيخ لماذا يوجد فى ماسبيرو 4500 فرد أمن؟ (تخيل حجم مرتباتهم) ولماذا لا يكون التأمين تابعا للداخلية؟ ولماذا لا تستغل الأراضى التابعة للمبنى فى كل المحافظات، وترددات الإذاعات التى كان نظام مبارك يخشى التفريط فيها حتى لا تصل أصوات أخرى لعقول المصريين؟ لكن الأهم هل ماسبيرو هدفه الربح أم يكون حلقة وصل بين الرأى العام والدولة؟ إجابة هذا السؤال كما يقول المعلم أسامة ستكون بداية إعادة هيكلة ماسبيرو، الذى تألق فى تغطية احتفالات التنصيب، ليؤكد أن العجز شبه الدائم مفتعل، وأن إمكانات ماسبيرو الحقيقية تؤهله لتوفير الخدمات الإعلامية والإنتاجية للغير، بما يعود بإيرادات عليه وعلى الشعب الذى يموله، الأمر الذى سيجعل القنوات الخاصة مجبرة بأن تلتزم هى الأخرى بسياسات تحريرية معلنة حتى تكسب ثقة الناس، تلتزم بشفافية تبرر لماذا يظهر هذا الإعلامى على شاشتها ولماذا يغيب آخر، ولماذا يتوقف برنامج ناجح، وتستمر مذيعة تهلل للتحرش وتبرره. بعد التتر يقول الشيخ: ثورة 30 يونيو صنعتها القنوات الخاصة.. لكن الأهم هل حافظت تلك القنوات على وحدة التحالف الذى خرج فى 30 يونيو؟