انسحاب الجيش الأمريكى كان الحدث الأبرز فى العراق فى عام 2011، فمع أول أيام السنة الجديدة أصبحت بلاد الرافدين دولة ذات سيادة وطنية، بعد توليها زمام الأمور من قوات الاحتلال الأمريكى، التى سلمت معظم قواعدها للجيش العراقى، لكن العراق بقى غارقا فى جحيم المذهبية والعرقية، رغم المحاولات الحثيثة للمصالحة ولمّ الشمل. آخر هذه المحاولات كانت منذ أيام قليلة بمشاركة 95% من الفصائل المسلحة فى مشروع المصالحة الوطنية الذى نظمته الحكومة العراقية -على حد قول عامر الخزاعى مستشار رئيس الوزراء نورى المالكى لشؤون المصالحة الوطنية- الذى اعتبر أن «جميع العراقيين عادوا إلى عراقيتهم من خلال تجاوبهم الوطنى مع مشروع المصالحة»، موضحا أن «الفصائل المسلحة انخرطت فى مشروع المصالحة الوطنية وقسم منها دخل طوعا فى هذا المشروع الذى لم يستثن أى مكون أو شريحة من شرائح العراق، إلا من أراد أن يستثنى نفسه، أو مَن حَظَرَ الدستور التعامل معه، كحزب البعث». وكان الخزاعى قد ذكر أن الفصائل، التى تمثل غالبية الجيش الإسلامى وجيش المجاهدين وأنصار السنة- الهيئة الشرعية، وكتائب ثورة العشرين، إلى جانب عصائب أهل الحق المنشقة عن جيش المهدى التابع لمقتدى الصدر، قررت التخلى عن السلاح والدخول فى العملية السياسية، غير أن جماعة جيش المجاهدين كذّبت ما قاله وزير المصالحة فى الحكومة العراقية عن تخلى جيش المجاهدين عن السلاح ودخوله أو تأييده للعملية السياسية، مؤكدة أنها عازمة على المضى قدما فى ما سمتها مسيرتها الجهادية، حتى يتم تحرير العراق بشكل كامل من الاحتلال ومشاريعه ومن جاؤوا معه، كذلك نفى مسؤول المكتب الإعلامى لكتائب ثورة العشرين عبد الرحمن الحيّانى، مشاركة الكتائب هى الأخرى.