يقول الحسن البصرى عليه رحمة الله: «ما من يوم ينشقّ فجره إلا وينادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منى فإنى إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة». كلمات أبدأ بها مقالى الجديد مع إشراقة العام الذى أتمناه خيرا. أتمناه عاما صالحا لكل رياضى وإعلامى رياضى فى مصر، تفشى الظلم والحقد والشر فى الآونة الأخيرة. وتدنى صوت الحق فأصبح نادرا فى عواء شر وظلم ساد فاستبد وتمكن منا. مقدمو البرامج أتمناهم على حق الأمور لا يخشون إلا الله، مذيعو البرامج مهما كانت مصادرهم ومعلوماتهم من دقة غير كافية، أتمناهم صامتين حتى يجمعوها للوصول إلى الخير. معلقو مصر أتمناهم يصفّون قلوبهم من الأحقاد والضغائن حتى يعودوا بنا إلى مظلة التقدم فى العالم العربى بعد أن أصبحوا مختفين على الخريطة. رياضيو مصر عليهم مراجعة أنفسهم، فمن أعداد غفيرة من المحترفين تقلص الفارق إلى قلة قليلة ترغب العودة من أجل متع الحياة. وإدارات الأندية أتمناها عادلة لا تجامل فلانا على حساب علان. كلها أمانى وأمنيات أجلس بها أرنم بشفتَىّ قائلا: يا رب وأصلح مجال الإعلام الرياضى والرياضة فى مصر. ولن أختص ركنا من جانب وأترك البقية، فأنا أبحث عن العدل والقيم حتى إن مل الجميع، فأنا أريد أن أحمل رسالة أناشد بها جميع أقطاب مصر، مسلميها قبل أقباطها، سياسييها قبل مثقفيها، علماءها قبل دكاترتها، جميع الروابط عليها أن تتحد حتى تعود مصرنا الحبيبة شامخة مرفوعة الرأس والهمم إلى المكانة التى نبتغيها ونرتضيها. وانقضى عام 2011 بحلوه ومره، وكان أياما أشبه بحلم شارد لم يتوقعه أحد، فمن بلد طغى فيه ظلم وتفشى، أشرقت شمس الصباح فيه تنادى بحياة جديدة تأمل البرية فيها بالعدل والإيمان. فعلى مستوى السياسة تدخل مصر مرحلة هامة من استنشاق عبق الحرية والبرلمانية، وعلى المستوى الرياضى تدخل مصر منعطفا هاما يريد الجميع فيه الحق وإجلاء الفساد. ولا أملك أنا فى هذا العام الجديد سوى الدعاء لكل أقطاب مصر رافعا أكف الضراعة إلى الله مناجيا إياه قائلا: يا رب الأرباب ورب العباد، يا من تجيب المضطر إذا دعاك... يا رب ووفقنا إلى حاكم عدل يعدل بيننا، ويأمر بنا إلى الصلاح والفلاح. يا رب وهيئ لنا الخير ووفق ولاة أمورنا إلى كل أمن وأمان. يا رب واقضِ على الفساد الذى تفشى فتجلى فى كبرياء شر لا يعلم آخره سواك، ويا رب واحمِ شبابنا وبناتنا وشيوخنا وأطفالنا. يا رب واهدِ جنود أمن مصر إلى صلاح البلاد وضبط الأمور إلى الحق والبعد عن المنكر والشبهات. يا رب واحمِ مساجدنا وأئمتها، ويا رب وأبعد الشر والفتنة عن الكنائس والمعابد التى يُذكر فيها اسمك ولا تفرق شملنا مهما كان ديننا ورابطنا. يا رب وأصلح إعلام البلاد إلى الخير فيتفوه الحق وليصمت الباطل. يا رب وأهلك العطايا والمرتشين من إعلامنا وخذهم أخذ عزيز مقتدر. يا رب ومن يشوه ويكذب وينافق فاهده إلى صوابه وأصلح حاله إلى الرضا والقناعة. يا رب ووفق رياضيى مصر وإعلامييها إلى الصلاح من الأمر والبعد عن الرياء والكبر والعجب والفساد. يا رب وأصلح حال الأمة العربية ولم شملهم جميعهم على الخير... آمين يا رب العالمين.