هاجم المرشح الرئاسى حمدين صباحى من يقول بأن الانتخابات محسومة لصالح المرشح عبدالفتاح السيسى، وإن النتيجة أصبحت معروفة للجميع، بأنهم كاذبون، وكان أمام المرشح حمدين، خيارات أخرى فى الرد على من يقولون ذلك، بأن هذا غير حقيقى أو غير واقعى أو غير دقيق، أو هو من الأمور المبالغ فيها، أو أن ذلك فيه من المبالغات كثير، أو أنه استباق للأحداث، أو هو قفز على الواقع إلى خيال افتراضى يعيش فيه البعض ويروجونه لحسابات سياسية.. إلخ، ومعنى ذلك أن الخطاب السياسى مهم للمرشح، وأن التخفيف من الاتهامات عند الردود وعدم القطع يمكن أن يسهم فى توسيع رقعة الأنصار والداعمين والمؤيدين. وعلى العكس من ذلك فإن الإسراع بإلقاء الاتهامات على لسان المرشح الرئاسى مباشرة يصب فى توسيع درجة الرفض والابتعاد عنه، بل يصل فى كثير من الأحيان إلى تحول كثيرين إلى أعداء سياسيين!! والسؤال هنا: هل المطلوب من المرشح الرئاسى أن يوسع دائرة المؤيدين له، أم يوسع دائرة الرافضين له حتى العداوة السياسية؟ الإجابة القطعية أن خطاب المرشح دائمًا يجب أن يصب فى جذب مزيد من الأنصار والداعمين والمؤيدين له، وأن يعطى المثل الإيجابى لفريق حملته وداعميه فى كيفية جذب الجماهير والتعامل بالحسنى، وحسن اختيار الألفاظ يصب فى ذلك، إلا أننى لاحظت أن المرشح حمدين يعطى المثل السيئ لرموزه بأن يكونوا عدوانيين فى مواجهة الآخرين، وإثارة الهجوم والعداوة والخشونة فى التعامل مع رموز الطرف الآخر، وهو ما يصب فى خلق عداوات سياسية قد تشجع على عنف متوقع بين أنصاره وأنصار المرشح الآخر عبد الفتاح السيسى، وهو ما لا نرضاه.. ولذلك قالوا فى الأمثال الشعبية لمن يريد أن يحترم تقاليد شعبنا العظيم: «الملافظ سعد..» وفى الدين: «اللفظ الطيب.. صدقة».. أما عن حقيقة الاتهام بالكذب الذى ورد على لسان المرشح حمدين صباحى، فهو اتهام غير حقيقى، لأنه يرى الصورة كما ينبغى لا كما هى فى الحقيقة وفى الواقع، فالذى يقول بأن المعركة محسومة لصالح المرشح السيسى، هو الشعب نفسه لا أحد غيره، فالشعب هو الذى اندفع بالملايين لكى يفوض السيسى لمواجهة الإرهاب فى 26 يوليو 2013، وهو الذى اندفع بالملايين يطلب من السيسى الترشح، وهو الذى نزل إلى الميدان فى كل أنحاء مصر رافعًا الصور وعليها عبد الفتاح السيسى ومعه فى الصورة الزعيم جمال عبد الناصر، رغم أن السيسى لم يعلن ذلك مثلما أعلن حمدين صباحى أنه ناصرى، ولم يتجاوب الشعب مع حمدين بطبع صورته ومعها جمال عبدالناصر، الأمر الذى يؤكد أن الشعب رأى فى السيسى خير مثال لاستكمال مسيرة الناصرية، وليس حمدين صباحى الزاعم بذلك.. إذن من يقول بأن الشعب حسم المعركة لم يتقول على الحقيقة، ولم يقل غيرها حتى إن حمدين صباحى نفسه قال بذلك فى بداية حملته الانتخابية بأن فرص السيسى أكبر بكل تأكيد، وأن شعبيته كبيرة ولا يمكن نكرانها، فهل حمدين نفسه يصبح كاذبًا لمجرد أن قال ذلك؟! وربما عند نشر المقال تكون نتيجة انتخابات المصريين فى الخارج قد تثبت صدق مقولة أن المعركة الانتخابية الرئاسية محسومة لصالح السيسى أو عدم صدقها، وما زالت القناعة لدى بأن الشعب هو صاحب قرار الحسم وقد حسم بالفعل، ولم يعد هناك سوى الإعلان الرسمى عن ذلك. وأخشى أن يكون الحوار الجاد قد أوشك على الانتهاء، وأن صوتا عاليا يرتفع ضد الثورة والثوار، ومع ذلك لن نفقد الأمل، والثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله، وما زال الحوار متصلاً.