يعود مبارك إلى القفص مرة أخرى، يوم الإثنين المقبل، بعد جلسة لم تستغرق وقتا طويلا، أمس، انتهت بقرار محكمة جنايات القاهرة تأجيل نظر القضية إلى جلسة 2 يناير المقبل. الجلسة التى بدأت، أمس، فى تمام ال9:45 صباحا، لم تستغرق وقتا طويلا، وبدأها المستشار أحمد رفعت، بفتح صفحة جديدة مع المحامين بقوله «بسم الله الحق العدل، الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء، وهو السميع العليم، نود قبل بدء الجلسة أن نبدأ عهدا جديدا، وقولنا إن حق المجنى عليهم فى رقبتنا، وكذلك حق المتهمين»، ثم بدأ بعد ذلك فى إثبات حضور المتهمين، فنادى على مبارك، فرد بصوت طبيعى، لا تبدو عليه علامات الوهن أو الضعف، قائلا: «موجود»، ورد علاء قائلا: «أيوة موجود وحاضر يا افندم»، وخلفه قال جمال: «موجود يا افندم»، ورد العادلى وجميع مساعديه بكلمة واحدة، هى «أفندم». العادلى كان أول من دخل من المتهمين وخلفه مساعدوه، أمس، إلى القفص، ثم دخل علاء وجمال وقاما بسحب السرير الخاص بمبارك إلى الداخل، ووقف جمال أمامه ليمنع رؤيته عن الحضور، وكان مبارك بين الحين والآخر يرفع رأسه وينظر باتجاه القاعة، محاولا أن يعرف ما يدور فيها. مبارك حضر إلى مقر أكاديمية الشرطة فى طائرة عسكرية، أُعد لها مهبط خاص فى الأكاديمية، ونقل إلى مقر القاعة التى تجرى فيها محاكمته بسيارة إسعاف، محاطة بعدد كبير من أفراد الشرطة العسكرية، وأفراد الشرطة، وكان يرتدى «تريننج كحلى اللون»، ونقل إلى القفص على سريره الذى اعتاد الدخول به فى الجلسات السابقة. خارج المحكمة، تحول الأمر إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، خصوصا بعد أن وضعت قوات الأمن كردونات للفصل بين من حضروا وأنصار المخلوع وأسر الشهداء، الذين رفعوا لافتات تهاجم المجلس العسكرى وتطالب بسرعة القصاص من قتلة أبنائهم، لكن الأمور تطورت إلى درجة الاشتباكات بين أسر الشهداء وأنصار مبارك، وهو ما انتهى بعد تدخل قوات الأمن، فى رد فعل سريع، ولكن الأسرع كان الدعم البشرى الذى جاء من الشباب لأسر الشهداء، مما دفع مؤيدى مبارك، من حركة «آسفين يا ريس» وحركة «أبناء مبارك»، إلى الهرب بسرعة من أمام أكاديمية الشرطة، مستقلين أوتوبيسا خاصا، غادروا به المكان. من يطلقون على أنفسهم «أبناء مبارك» تجمعوا أمام أكاديمية الشرطة فى التجمع الخامس، فى مواجهة العشرات من أهالى الشهداء والمصابين، الذين نددوا بالتراخى فى محاكمة مبارك، مطالبين بالقصاص من مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى، وستة من كبار مساعديه الذين يحاكمون معه، مرددين هتافات «اللى يحمى حسنى مبارك، عمره ما يحمى دارى ودارك»، «كل دول بيحموا مبارك.. اللى خرب دارى ودارك»، و«احلقوا شنباتكو المجلس عرّى بناتكو»