محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ، المنعقدة فى التجمع الخامس، برئاسة المستشار عدلى فاضل، قررت تأجيل محاكمة بشار أبو زيد، مهندس الإتصالات، أردني الجنسية «محبوس»، وضابط بجهاز المخابرات الإسرائيلي يدعى أوفير هيرارى «هارب»، المتهمين بالتجسس على المكالمات المصرية الدولية وتمريرها لصالح إسرائيل، لجلسة الخميس المقبل 22 مايو لمرافعة النيابة العامة. شهد قفص الإتهام قبل نظر الدعوى، مشادات كلامية بين المتهم الأردنى وباقى المتهمين فى القضايا الجنائية الأخرى، بسبب وصفهم له بأنه جاسوس وخائن، وسألوه لماذا يفعل ذلك ببلد استضافته ومنحته فرصة عمل لا يجدها غيره من الشباب، فاحتد عليهم المتهم واشتبك معهم لفظياً بالصياح والزعيق، حتى تدخل حرس المحكمة للسيطرة على الموقف، كما تحدث دفاع بشار إليه وطالبوه بضبط النفس وعدم الاستغراق فى مشاجرات لا داعى لها والتركيز على جلسة محاكمته. وعقدت الجلسة داخل غرفة المداولة، تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً، وأمر رئيس المحكمة بمنع الصحفيين من حضورها، لاعتبارات تتعلق بالأمن القومى؛ حيث كان من المقرر أن تستمع خلالها المحكمة إلى مرافعات دفاع المتهمين، إلا محمد عمر محمود محامى بشار، رفض الترافع وأصر على طلباته السابقة باستخراج صورة رسمية من قضية ثانية فى القضية رقم 7331 لسنة 2010 جنح اقتصادية قائلا أن هذه الدعوى تخص موكله، وطالب النيابة بتقديم أدلة اتهام حتى يبنى عليها مرافعاته، إلا أن ممثل النيابة أكد استعداده للمرافعة وتقديم كافة الأدلة اللازمة بالقضية وملف التحقيقات، ووصف المتهم ودفاعه بالمماطلة بقصد تعطيل الفصل فى الدعوى، فأمر رئيس المحكمة برفع الجلسة للتداول وإصدار القرار. وعقيب خروج فرريق الدفاع من غرفة المداولة، والمتهم برفقة حراسة أمنية مشددة تمهيداً لإيداعه فقص الاتهام، قام بشار بخلع نظارته الطبية وانخرط فى البكاء قبل إدخاله للقفص، بسبب خوفه من قرار المحكمة، وحاول الدفاع التحدث له وطمأنته. أسنتدت نيابة أمن الدولة العليا إلى المتهمين الأردنى والإسرائيلى اتهامات، قيامهما بتمرير المكالمات الدولية المصرية إلى داخل إسرائيل بهدف السماح لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بالتنصت عليها والاستفادة بما تحمله من معلومات، ورصد أماكن تواجد وتمركز القوات المسلحة وقوات الشرطة وأعدادها وعتادها وإبلاغها إلى إسرائيل، على نحو يضر بالأمن القومي المصري. وأشارت النيابة إلى أن المتهمين بشار إبراهيم أبو زيد (مهندس اتصالات - أردني الجنسية - محبوس)، وأوفير هيراري (ضابط بجهاز الموساد - إسرائيلي الجنسية - هارب) تخابرا مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية (إسرائيل) بقصد الإضرار بالمصالح القومية لمصر. وتم القبض على المتهم الأردني، فى أبريل 2011 عقب ثورة 25 يناير، وجرى التحقيق معه بمعرفة فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا، حيث جاء إلقاء القبض عليه في ضوء ما رصده جهاز المخابرات العامة المصري من أنشطة تخابر اضطلع بها وشريكه الإسرائيلي الهارب لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية.