القوات الإسرائيلية قتلت 4 مدنيين وجرحت أكثر من 60 آخرين قرب الجدار العازل مع غزة منذ بداية 2014 أدانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على المدنيين الفلسطينيين داخل قطاع غزة، وطالبت بوقف فوري لهذه الاعمال. وقالت المنظمة إن قوات عسكرية إسرائيلية قامت بقتل 4 مدنيين وجرح أكثر من 60 آخرين قرب الجدار العازل مع غزة منذ بداية عام 2014، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة. ولم تظهر تقارير عن مصرع مقاتلين فلسطينيين مسلحين في نفس المناطق. وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنها تولت لتحقيق في سبعة حوادث بين 2 يناير و1 مارس، قامت فيها قوات إسرائيلية بإطلاق النار على مدنيين في محيط الجدار. وقد سقط في هذه الأعمال أربعة الشهداء منهم طالب بمدرسة ثانوية كان قد خرج في نزهة، وسيدة تعاني من إعاقة ذهنية كانت قد ضلت الطريق، كما جرح 5 آخرين، بينهم صحفيان ومتظاهران كانان يغرسان أشجار الزيتون، ولم يكن أي منهم يمثل تهديداً للجنود أو للغير. ولم يزعم الجيش الإسرائيلي أن أياً من الضحايا في الحالات السبعة كان يشارك في عمليات عسكرية أو أن المنطقة التي وقع بها إطلاق النار كانت فيها جماعات مسلحة. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "شهراً بعد شهر، راحت القوات الإسرائيلية تجرح وتقتل فلسطينيين عزلاً لم يبدر منهم سوى عبور خط متحرك ولامرئي، رسمته إسرائيل داخل نطاق غزة العازل. ومن المروع أن يقوم الجنود بإطلاق النار على رجال وسيدات وأطفال لمجرد تصور أنهم عبروا خطاً". وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر توجيهات تحظر على أي فلسطيني التواجد على أرض تقع داخل غزة وتتاخم الجدار العازل للقطاع، حتى مسافة 300 متر من الجدار في الوقت الراهن، وإن كانت القوات الإسرائيلية في أحيان كثيرة قد أطلقت النار على فلسطينيين على مسافات أبعد من هذه. ويقدر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن استخدام القوات الإسرائيلية للذخيرة الحية قد منع المزارعين من استغلال ما يصل إلى 35 بالمئة من أراضي غزة الزراعية. يقوم الفلسطينيون الذين يعيشون في قطاع غزة المكتظ بالسكان باستغلال الأراضي القريبة من الجدار العازل مع إسرائيل في الزراعة، ولجمع الأنقاض والمعادن الخردة وغيرها من المواد القابلة لإعادة الاستخدام، وفي التنزه. وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنه في المناطق القريبة من جدار غزة، قامت قوات إسرائيلية بقتل 5 مدنيين فلسطينيين وجرح 60 آخرين في 2013، وفق مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقد قتلت القوات الإسرائيلية في 2014 حتى الآن 4 مدنيين وجرحت أكثر من 60 في تلك المناطق، ومعظمهم متظاهرون يحتجون على القيود الإسرائيلية المفروضة على الوصول إلى الأراضي الزراعية القريبة من الجدار العازل. ولفتت إلى أنه في الأوضاع التي تتولى فيها قوات عسكرية مهام حفظ الأمن أو إنفاذ القانون، ينطبق القانون الدولي لحقوق الإنسان؛ وفي تلك الظروف لا يجوز استخدام القوة المميتة إلا في حالة الضرورة القصوى لمنع تهديد داهم للأرواح. كما قالت المنظمة إن الجنود الإسرائيليين لا يواجهون تهديداً داهماً مميتاً من المدنيين الفلسطينيين العزل في مناطق غزة القريبة من الجدار العازل. وقالت إنه في مخالفة للقانون الدولي الإنساني (أو قوانين الحرب) الذي يحظر الاعتداء على المدنيين، قام جنود إسرائيليون مراراً بإطلاق النار على مدنيين قرب الجدار على الجانب الفلسطيني. وقالت سارة ليا ويتسن إن "إطلاق النار على المدنيين لا يعد سياسة مشروعة، لا قرب جدار غزة العازل ولا في أي مكان آخر، وعلى القادة الإسرائيليين تغيير سياساتهم وممارساتهم للتقيد بالقانون الدولي، وليس لتحديه".