سبحان الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. نحمده ونستعينه ونستغفره ونستعيذ به من سيئات أنفسنا ومن شرور أعمالنا.. وأما بعد.. بلغنى أيها الشعب الرشيد.. ذو العمر المديد.. أنك لما فضلت تعيد وتزيد.. مؤكدا أنك تريد وتريد.. زهق منك المجلس العسكرى.. وقلعلك الوش الحنين ولبسلك الوش المفترى.. وبعد ضربك بكافة أنواع السلاح والعصيان والغاز.. وبعد استشهادك فى الميادين وفى طوابير أنابيب البوتاجاز.. قرر المجلس أن يلعب فى نفسيتك شويتين.. وبناء عليه أصدر البيان رقم اتنين وتسعين.. بعد أن بدأ البيان بالبدايه إياها.. بتاعة الشعب العظيم والثوره المجيده والشباب النبيل الطاهر.. وبعد أن أكد البيان على حرية كل معتصم أو متظاهر.. بدأت لهجة البيان تقلب على فيلم رعب.. وبدأ الحديث عن المؤامره الضخمه التى تتعرض لها البلاد فى مثل هذا الوقت الصعب.. أكد البيان على أنه اللى عايز يتظاهر فى التحرير يتفضل.. بس المهم إنه ما يبقاش يزعل.. لما يحصل اللى المجلس بيتوقع إنه حيحصل.. ولزيادة الغموض والإلتباس.. ولجعل الناس تستمر فى ضرب أخماس فى أسداس.. قرر المجلس سحب جميع قوات الجيش والشرطه من مناطق الإعتصامات.. لمنع حدوث أى إشتباكات.. وطالب المجلس المتظاهرين بحماية الميدان من الأشرار.. مع إن طول الأسبوع اللى فات كانت قوات الجيش بتضرب المعتصمين كل يوم الفجر بالنار.. إلا أنه ما علينا.. المهم إن المجلس فتح عنينا على المؤامره الملتبسه.. وأخبرنا أن نحترس من القله المندسه.. وهو ما دفع الجميع إلى السؤال.. « وطالما همه عارفين اللى عاملين المؤامره ما بيقبضوش عليهم ليه فى الحال «؟! و هكذا بدأ الجميع يشغلوا مخهم ويفتحوا عنيهم.. ويتسائلون عن السبب اللى مخلى قوات الأمن سايبين البلطجيه وما بيقبضوش عليهم.. وعن المغزى من تنبيه المواطنين إنهم يخلوا بالهم من نفسهم.. على الرغم من أن أمن المواطنين هو أساس شغلهم.. وعن السبب وراء ضرب وسحل المتظاهرين بكل هذا العنف والوحشيه.. وعن السبب وراء عدم وجود شهداء ضمن صفوف البلطجيه.. وعن السبب وراء ترك ميدان التحرير بدون تأمين.. على الرغم من أن الجيش والشرطه بيبقوا دايما فى العباسيه موجودين.. ولما لم يجد الشعب إجابات عن أسئلته المحيره.. بخصوص عدم تعامل القوات النظاميه مع تلك المؤامره.. بدأ يفهم أن المؤامره فى الأساس مؤامره عليه هو.. بدليل إن دايما قوات الأمن بتقول ما عندهاش رصاص مع إنها عندها جوه.. ولأنه طبعا زى ما انتوا عارفين.. الكدب مالوش رجلين.. ظهرت الكليبات والفيديوهات.. التى تفيد إطلاق الرصاص على الناس وسحل وتعرية المتظاهرات.. وامتلأ اليوتيوب بالفضايح العلنيه.. التى تثبت وتؤكد سوء النيه.. وتظهر الغل المترسخ تجاه الشعب فى نفوس قوات الأمن والمظلات والشرطه العسكريه.. وهو ما ظهر جليا فى حركات إيديهم للمتظاهرين.. وفى التبول عليهم من أعلى المبانى بشكل مشين.. مما يؤكد أن قوات الأمن لم تكن معذوره وإنما محصوره.. وأنه القطنه ما بتكدبش وكذلك الصوره.. وبناء عليه.. أصبح الشعب مهموما ومكتئبا وحزين.. وشاعرا بأنه بدل مبارك واحد بقى عنده عشرين.. وراحت السكره وجاءت الفكره.. وانهمك الجميع فى السؤال.. «يا ترى إيه شكل بكره»؟! وهو ما حدا بالشعب إلى الشعور الجارف بالمراره.. الناتج عن إعطاء حقوقه له بالقطاره.. وهو ما يتنافى مع ما قامت الثوره من أجله.. إنما بقى حنعمل إيه فى المجلس وعمايله.. واستمر الرغى حتى أدركت «شعب زاد» الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح.. ولكنها ما سكتتش عشان تنام.. وإنما علشان تروح جمعة رد الاعتبار.. لتؤكد على أنه كرامة المصريين كرامه بجد.. مش كرامه هزار !