في الدول الديمقراطية عندما ينشر صحفي ان الوزير الفلاني لص فهناك نتيجة من اثنين لا ثالث لهما الاولي هي سجن الوزير بناء علي وثائق الصحفي والثانية هي سجن الصحفي للتدليس الاعلامي . عندما اقرأ ان الجيش اعتقل 18 فتاة في يوم فض ميدان التحرير بالقوة و وتم اجبارهم علي خلع ملابسهم وتصويرهم والكشف علي عذريتهم فانا انتظر من الجيش ان يقاضي منظمة العفو الدولية لتشويها لصورته او ان يعلن انه سيقاضي المسئول عن هذه الفعلة من الجيش لكن صمت الجيش هو شئ محل تساؤل لماذا يصمت والصمت يثبت الاتهام ولا ينفيه !!!
هتف الجميع الجيش والشعب ايد واحدة وهتفت معهم و ولا أنكر دور الجيش في الحفاظ علي الثورة لكن ماذا اذا لو اخطأ الجيش؟؟ هل يجب ان نتجاهل هذا الخطأ؟؟ هل يجب ان نكذب اعيننا علي اعتبار ان الجيش معصوم ؟؟ اعتقد ان تمجيد وتأليه جهة علي طول الخط هو الطريقة المثلي لصنع الديكتاتور نحن لا نريد تحويل جيش مصر العظيم الي طاغية .
دعونا نراجع مواقف الجيش التي كنا نغض الطرف عنها مثل موقف الجيش في موقعة الجمل وافساحه الطريق للبلطجية لضرب المتظاهرين وعدم الفصل بينهم لمدة 12 ساعة مع ان انقاذ المتظاهرين كان لا يتطلب سوي عسكري جيش واحد يطلق النار في الهواء ونريد ردا واضحا علي ذلك...نريد ان نقتنع ان الجيش معنا ولم يتبني مواقف مشبوهة.
فض الجيش لميدان التحرير بالقوة بالصواعق الكهربية ثم اعتذر بقوله ان ما حدث كان خطأ و رصيده لدينا يسمح واحترمنا كلنا هذا الاعتذار لكن ان يتكرر ضرب وكهربة المتظاهرين كما حدث مع الطلبة والطالبات في كلية اعلام فهذا امر غير مقبول تماما وما حدث يأكد ان استخدام القوة ضد المتظاهرين هو امر وارد في اجندة الجيش ولم يكن خطأ كما قال الجيش سابقا. هذا بالاضافة الي صمت الجيش عن اتهامة بتعذيب بعض المتظاهرين داخل المتحف المصري والتي لم يصدر الجيش اي بيان بشأنها وهو اثبات للتهمة عليه.
نعلم ان هناك ثورة مضادة ونعلم ان هناك من يحاول الايقاع بين الجيش والشعب لكن هل معني ذلك ان نصمت علي ما نراه بأعيننا !! غير موافق علي ان كل من ينتقد الجيش هو جزء من الثورة المضادة...نعم للثقة لكن لا للثقة العمياء التي تجعلنا نغض الابصار عن الحقائق... نعم لاحترام الجيش وتقديره لكن لا لتأليه الجيش..... انتقد كل من يغض النظر عن كل ما سبق مكتفيا بالاقوال العاطفية الايجاببة فقط عن الجيش و التي تقول الجيش هو حامي الثورة اوالجيش المصري عظيم واقول له... نعم الجيش المصري عظيم لكن هل يخطئ العظيم؟؟ نعم يخطئ واخطاء كبيره وان لم نحاسبة فهذا يعني اعطاءة السلطة المطلقة والتي تعني المفسدة المطلقة .
لماذا اعتذر الجيش سابقا ولم يعتذر عن اعتداءه الثاني!! الاجابه هي لاننا انتقدناه في المرة الاولي ثم تغاضينا وخفتت اصواتنا في المرة الثانية. والسؤال ...هل نغض البصر عن اخطاء الجيش من دافع الحب أم من دافع الخوف!! الخوف اذا ناقشنا اخطاءة ان ينقلب ضدنا وندخل في معركة جديدة؟؟ اعتقد ان هذا السؤال يستحق من كل منا ان يفكر في اجابته . اذا كنت تحب الجيش فعلا فلا تصمت علي اخطاؤه ..انتقده وجهه الفت نظره حتي يصحح من مساره وعلي رأي الجيش المصري .