اتفقت اللغات والعلوم بالإجماع على معاني لمصطلحات وكلمات، بينما في مصر شهدت هذه الكلمات والمصطلحات في عهد النظام السابق معان مختلفة عن العالم، في هذا الصدد أكد الدكتور فاروق الباز العالم المصري ومدير مركز أبحاث الفضاء وتسويق الاستشعار عن بعد بالولايات المتحدة خلال لقاء معه أجراه برنامج "القاهرة اليوم" المذاع على فضائية "اليوم"، أن الحاكم هو من يخدم الناس ولكن في مصر اختلف مفهوم الكلمة فالحاكم فيها هو من يتحكم فيهم.
خلال اللقاء طالب الباز من القيادة السياسية في مصر ضرورة امتلاك رؤى وخطط واضحة المعالم واطلاع المواطنين عليها من أجل ان تصطف مصر في مصاف الدول المتقدمة في مختلف المجالات، وعلى مصر أن تتخذ من الدول الأخرى عبرة لها في التقدم، مدللا بذلك ببرنامج الفضاء الأمريكي الذي منح أمريكا هذه السمعة ودمر الاتحاد السوفيتي. وفي الوقت الذي كانت مصر فيه أكثر تقدما من الهند التي تخلفت عنها كثيرا استطاعت الهند القفز مرة أخرى، لذا بإمكان مصر ان تصبح دولة شديدة التقدم إذا وجدت الإرادة السياسية والإدارة الناجحة.
وطالب فاروق الباز بضرورة المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية
وأبدى الباز تأييده لتنحي جيله الحالي وترك الفرصة للشباب لكي يقودوا نهضة الوطن، وأقترح ان تكون جميع المناصب بالانتخاب، منتقدا طريقة اختيار الوزراء في مصر والتي تتم بناءا علي تقارير أمنية بغض النظر عن كفاءاتهم المهنية، مع الوضع في الاعتبار مراعاة أن تكون السياسة التعليمية قائمة علي الكيف وليس الكم.
وفيما يخص التعليم طالب بضرورة توفير المناخ الذي يساعد علي تخريج العباقرة في مختلف المجالات وان يكون أسلوبه قائما علي الفهم وليس الحفظ، مع استثمار العنصر البشري الذي يعد أفضل أنواع الاستثمار والخطوة الأولى نحو تحقيق النهضة الحقيقية، الباز أبدى استيائه من نسيان البعض لاحترام الإنسان بعد أن أصبح الاحترام مرتبطا بالطبقية فقط،
أشار إلى اللقاء الذي جمعه مع أعضاء مجلس الوزراء المصري برئاسة الفريق أحمد شفيق الذي أصر أن يجلس الباز مكانه، وتم خلال اللقاء استعراض مشروعه الخاص بممر التنمية والذي يهدف لزيادة مساحة الأراضي الزراعية وإعادة توزيع الزيادة السكانية ويبدأ المشروع من الاسكندرية ويمتد بمحازاة لوادي النيل حتى أسوان، ويهدف المشروع إلى أحداث تنمية صناعية واقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب وإنشاء مدن سكنية جديدة.
أكد فاروق الباز أن مصر تخسر 30 ألف فدانا من أراضي الدلتا والنيل في السنة الواحدة، لذا طالب بضرورة إقامة ممر التنمية في أسرع وقت، مشيرا إلى أن المشروع سوف يتكلف 24.7 مليار دولارا خلال عشر سنوات مطالبا بعمل اكتتاب عام للحصول علي الموارد اللازمة لتمويله.