الشرطة تستخدم الرصاص الحي لتفرقة المحتجين .. وارتفاع ضحايا الاحتجاجات إلى 50 قتيلا الشرطة تطارد المحتجين من شارع لشارع .. ومستشفيات مدينة القصرين امتلأت بالجرحى تصاعدت اليوم موجة الاحتجاجات في تونس، وقال نشطاء تونسيون على الإنترنت إن الشرطة استخدمت الرصاص الحي بكثافة، ما أجبر المتظاهرين على الهرب والاحتماء بالجيش التونسي، وإن الشرطة طالبت الجيش بتسليم الهاربين، لكن الجيش رفض ذلك، و قال أحد أفراد الجيش للمحتجين “دافعوا عن أنفسكم و افعلوا ما تشاءون و اذهبوا الآن فأنتم آمنون”وإن الجيش التونسي منع الشرطة من ملاحقة السكان مشهرين السلاح في وجههم، وإن مستشفيات مدينة القصرين امتلأت بالجرحى. وقالت وكالات إن أعمال العنف فى مدينة القصرين “وسط غرب تونس” خلفت أكثر من 50 قتيلاً فى الأيام الثلاثة الأخيرة، وفق ما ذكر مسئول نقابى محلى لوكالة “فرانس برس”، مشيراً إلى حالة من الفوضى فى المدينة. وحسب الوكالات قال الصادق المحمودى، عضو الاتحاد المحلى التونسى للشغل (المركزية النقابية): “هناك حالة فوضى عارمة فى القصرين بعد ليلة من أعمال العنف وإطلاق قناصة النار ونهب وسرقة متاجر ومنازل من قبل الشرطة التى انسحبت إثر ذلك”.وأن “عدد القتلى فاق الخمسين قتيلا”، بحسب حصيلة جمعت من مصادر طبية فى مستشفى القصرين. وقال موظف فى المدينة التى تبعد 290 كلم جنوبى العاصمة طلب عدم كشف هويته، إن المدينة تشهد “حالة فوضى عارمة”، مؤكدا إطلاق النار من قبل قناصة كانوا متمركزين على أسطح بنايات وأن قوات الأمن أطلقت النار على مواكب جنائزية. وتوقف موظفو مستشفى القصرين عن العمل ساعة احتجاجا على العدد الكبير من الضحايا وخطورة إصاباتهم، بحسب المصدر ذاته الذى أشار إلى “بطون ممزقة ورءوس مخربة”. وأضاف الشاهد نفسه أن رجلا عمره 75 عاما وزوجته قتلا فى حى الزهور بمدينة القصرين، حين كانا بصدد دفن ابنهما الثلاثاء. كما فرق رجال الأمن تجمعا “سلميا” وسط العاصمة التونسية كانت تعتزم مجموعة من الفنانين التونسيين القيام به أمام المسرح البلدى بتونس. وأوضح المخرج المسرحى فاضل الجعايبى “أن التجمع الرمزى والسلمى كان سيتم عند منتصف نهار اليوم”، منددا ب”استعمال العنف والسلاح فى وسط البلاد”. وأضاف الجعايبى أن “أضعف الإيمان أن يقف الفنانون بمختلف اختصاصاتهم للتعبير عن غضبهم وشجب ما تعرض إليه المتظاهرون من قتل” فى موجة الاحتجاجات التى تشهدها المدن التونسية منذ 17 ديسمبر الماضى. وكان من بين المحتجين الممثلتان رجاء العمارى وسناء داود اللتان تعرضتا إلى الضرب من عناصر الأمن التى انتشر عدد كبير منها فى المكان. وعبرت داود عن سخطها لما آلت إليه الأوضاع فى البلاد، وصرخت فى وجه رجال الأمن “عيب عليكم ....يا للعار” فى حين ألقيت ممثلة أخرى أرضا. ومن جهة ثانية قالت الممثلة جليلة بكار بلهجة غاضبة “أنهم يقمعوننا... إنه حقنا فى التظاهر”. وهذا أول تحرك للفنانين التونسيين منذ انطلاق الاحتجاجات فى منطقة سيدى بوزيد الواقعة على بعد 265 كيلو مترا من العاصمة تونس فى وسط غرب البلاد، إثر إقدام شاب تونسى على إحراق نفسه بسبب البطالة.