منذ وقت ليس بالقصير، نشاهد هجوم بعض القنوات المصرية خاصة الرياضية وهي تهاجم قناة الجزيرة الرياضية، في كل مرة تنجح في الحصول على حقوق بث مباراة يكون طرفها أحد الأندية المصرية أو أحد المنتخبات المصرية. دائما ما تجد الفاشل يرمى سهام نقده تجاه الناجح، ويعلق فشله على شماعة الناجح، وكأن المطلوب أن تقف أي قناة تكتفي بالمشاهدة عند طرح بيع حقوق بث أي مباراة أو بطولة، رغم أنها قناة ربحية، فقط من أجل إرضاء القنوات المصرية. الغريب أن القنوات المصرية ومن يدافع عنها يبرر عدم قدرتها على منافسة الجزيرة في الفوز بالحصريات بسبب ما تنفقه الجزيرة للحصول على تلك الحقوق، رغم أن القنوات المصري تضع ميزانيات ضخمة، ولكن 90% يكون من أجل التعاقد مع مقدمي برامج أو محللين يتقاضوا الملايين، رغم أنه من المفترض أن تنفق هذه القنوات تلك الملايين في شراء الحقوق لتقدمها للمشاهد الذي لا يعنيه على الإطلاق وجود أستوديو تحليلي يبدأ قبل المباراة بساعات وينتهي بعد المباراة بساعات، المشاهد يريد الاستمتاع بكرة القدم فقط. واليوم كان يلعب المنتخب مباراة ودية أمام منتخب أوغندا، وأقيمت المباراة في مصر على ملعب الدفاع الجوي، ورغم ذلك لم تنقل أي قناة مصرية تلك المباراة، وأذيعت عبر القناة الثانية الأرضية، وحرم الملايين من متبعة المنتخب من الاطمئنان على المنتخب خلال تجربته الأخيرة قبل مواجهة غانا. يصرخون لفوز الجزيرة بحقوق نقل مباراتي مصر وغانا التي يمتلكها الاتحاد الدولي، وهم لا يهتمون بمباراة يمتلك حقوقها اتحاد الكرة.. يعكننوا على المشاهد المصري، في ظل ندرة المباريات المصرية بسبب توقف النشاط، شيزوفرنيا غريبة. الطريف هو تبريرات البعض لعدم نقل المباراة فضائيا، بأنذلك في ظل التعتيم على استعداد المنتخب لغانا، وخوفا من كشف الأوراق للمنافس، ونسى أو تناسى هؤلاء أن المنتخب خاض لقاء أوغندا بدون 11 لاعب من الأهلي وأكثر من 8 لاعبين محترفين. عندما نشاهد مباراة ينقلها التلفزيون المصري وتبث على الفضائيات المصرية، نجد إخراج سيئ، مخرج يترك الهجمة ليعيد لعبة، ومخرج يهتم بإظهار المشجعين في المدرجات أكثر من اهتمامه بالتركيز على فنيات المباراة، ومصور يذكرك بالمشهد الكوميدي الساخر للفنان الراحل عبد السلام النابلسي وهو يصور سائح يحمل أبو الهول، ناهيك عن بعض المعلقين الذين يجبروك على غلق الصوت بسبب إفسادهم لمتعة المباراة.. نحتاج كثيرا للاهتمام بكل عناصر نقل مباراة يستمتع بها المشاهد. أيها السادة الأفاضل مسئولي الإعلام المصري، حاولوا أن تعملوا على الفوز بالحقوق سواء بشكل فردي، أو بعمل شركة جماعية لتستطيعوا منافسة الجزيرة وغيرها من القنوات، بدلا من الاهتمام بالصراخ والعويل.. وأخيرا شكرا للجزيرة الرياضية لأنها تحترم مشاهديها وتحارب لتوفر لهم كل ما يتمنون مشاهدته.