مازلت منتظرا ومتربصا ومتوجسا، انتظارا لانطلاق الدوري، لا الواقع أنني منتظر ومتربص لإعلان الإلغاء رسميا الذي سيكون في صيغة تأجيله (مسميات ليس إلا)، لست مقتنعا أن الدوري المصري سيعود، أو ربما لست مؤهلا وغيري كثيرين لعودة النشاط الكروي في مصر.. هل تشعر عزيز القارئ أن الأهلي سيلعب اليوم.. هل تقتنع يا صديقي أن الزمالك سيعود لكرة القدم الليلة؟ اشتقنا للدوري ولكرة القدم المصرية التي توفيت وقتما توفى العشرات في استاد بورسعيد، ولكن مازلت غير مقتنع أن الدوري سيعود وإن عاد فلن يكتمل.. وإن تواصل ف... ربنا يستر!
زميلنا علي ممدوح مراسل يورسبورت في اتحاد الكرة، سألناه هل من المتوقع أن يتم إلغاء الدوري فأجاب إنه قام بإعداد خبر الإلغاء ووضعه عنده على الكمبيوتر تحسبا للإلغاء في أي وقت فيكون جاهزا لدواعي السرعة، فقط سيضيف عليه بعض التفاصيل ويرسل..
وذكرني ذلك بواقعة أننا في الأهرام في مطلع القرن الحالي كان -رحمه الله- صالح سليم في المستشفى يتلقى العلاج، وكانت حالته متأخرة، فقمنا بإعداد صفحتين كاملتين عن تاريخ أسطورة الأهلي، منذ ميلاده حتى وفاته (لم يكن قد توفى) وظلتا الصفحتين جاهزتين وكل يوم نطمئن عليهما في غرفة الماكنتوش حتى لا يتم مسحهما، شهران على هذا الحال، حتى وصلنا خبر وفاة صالح سليم فكنا أول الصحف التي أعدت ملفا كاملا عن رئيس النادي الأهلي ورمزه الراحل..
إذا نحن جاهزون لإعلان إلغاء الدوري بأخبارنا بمقالاتنا بسلطاتنا وشاينا بحليبنا، فقط هم يقررون الإلغاء فننزل بسلسلة التقارير والأخبار والمواضيع، عموما ربنا يستر ولا تكون مصيبة هي سبب الإلغاء!
** شوبير أثار ضجة بإعلانه أنه لن يقدم استوديو التحليل في مودرن في الفترة المقبلة، وراح البعض يتساءل هل وصله خبر عن إلغاء الدوري، هل انسحب لإيمانه بضرورة عدم عودة الدوري في هذه الفترة؟ هل انسحب لإيمانه بأن رسالته الإعلامية ما هي إلا غثاء فكري، وأن مدحت شلبي أحق منه بالغثاء؟
وببساطة شوبير لم ينسحب من أجل المبادئ، شوبير لم ينسحب من استوديو التحليل لأنه أراد أن يفسح المجال لآخرين فهو لا يؤمن بأن في الدنيا آخرين.. وأغلب الظن أن شوبير انسحب لأنه بصدد قبول عرض آخر من قناة أخرى وتقديم استوديو تحليل بمقابل مادي أعلى، ولكنه كان يفرش لنفسه ليس إلا!
** البطولة الحقيقية لو استمر الدوري، فأن يستطيع الزمالك الحصول على المركز الثاني.. في هذا الوقت سيكون فعلا قد نجح نجاحا مبهرا، أتحدث عن المركز الثاني أما الأول فأنا لا أتابع أفلام الخيال العلمي في القنوات الرياضية، ولكن مكانها إم بي سي أكشن أو فوكس موفيز، أو لو أردت أفلام مضروبة من على النت أشاهد بانوراما أكشن، أما أن القنوات الرياضية فأتابع فيها الواقع فقط وواقع الزمالك بإدارته لا يؤهله لأي شيء سوى الهري الفاضي والظهور الإعلامي لأعضاء مجلس إدارته!
** الإعلام الأهلاوي سيطر لسنوات طويلة على الساحة، بدأ من الصحافة ثم انتقل للتليفزيونات ومواقع الإنترنت، ولكن حال المهمشين دائما أنهم يلجأون للنقد حتى لا يتعرضون للنقد، لذلك فصحافة الإنترنت خلال السنوات العشرة المقبلة ستسيطر عليها الأقلام الزمالكاوية بالكامل، ولنتذكر سويا هذه النبوءة بعد 10 سنوات لو أعطانا الله عمرا!