قرار عودة الدوري المصري الان في ظل الظروف التي تمر بها مصر سواء سياسيا او رياضيا قرار صعب ومعقد جدا وله ابعاد كثيره وايضا قرار الغاؤه اصعب بكثير من قرار عودته. ولو قمنا بتحليل هذا القرار في الظروف الحالية بعد كارثه بورسعيد المروعة والتي خلفت اكثر من 70 قتيل من مشجعي النادي الاهلي سنجد انه لا يمكن ان يعود الدوري وتنتظم البطولة سواء بجمهور او بدون في ظل ظروف غليان وحصرة واحتقان جماهير الكرة في مصر تجاه ما حدث في مجزرة بورسعيد.
الشيء الاساسي الان والذي يشغل عقول المصريين سواء من كان يشجع كرة القدم او من لا يهتم بها اويشاهدها هو القصاص من قتلة الشباب البريء الذي ذهب وراء فريقه الذي يعشقه ليشجعه ورجعو امواتا في صناديق خشبية .
ثانيا: الشيء الاهم الان ,هو كيف يمكن للمنظومة الرياضية بأكملها ان تستأنف النشاط الرياضي بعودة الدوري وهي تعلم جيدا انه لم يصدر بعد أي قرار تجاه الجناة الذين ارتكبو مجزرة بورسعيد وايضا في ظل الغياب الامني الواضح.
بالبلدي يعني ازي الدوري يرجع وفي ناس ماتت وحقهم لسه مرجعش! ومن الطبيعي ان ننظر للامور بموضوعية ومنطقية وهل من الافضل ان ننتظر تحقيقات النيابة العامة في احداث مجزرة بورسعيد والتي تأخذ وقتها حتي يتم صدور قرار النيابة بمعاقبة الجناة وبعد ذلك نفكر في عودة الدوري ام يجب علينا ان نستأنفه وننتظر انتهاء تحقيقات النيابة وصدور القرار النهائي؟
وهل يمكن لنا ان نرهن عودة الدوري بقرار النيابة العامة في قضية مجزرة بورسعيد؟ وماذا سوف تكون تبعات هذا الحكم اذ لم يشفي غليل اهالي الشهداء؟
ثالثا: هل تستطيع الاندية والمؤسسات الرياضية في مصر تحمل قرار عدم عودة الدوري سواء بجهور او بدون او الغاؤه؟
وكيف ستتعامل مع هذا القرار في ظل الضغوط المالية الكبيره التي تعاني منها مصر بشكل عام وادارات الاندية بشكل خاص والتى ترتبط بعقود مع لاعبيها ومدربيها بالاضافة الي الشركات الراعية التى من حقها فسخ التعاقدات التي ابرمتها مع الاندية فى حالة توقف أوتجميد المسابقة غير أن هؤلاء قد يتهمهم البعض بالخيانة والبحث عن المصلحة رغم انهم ينظرون للمستقبل وعودة الحياة لطبيعتها.
رابعا : من هو الشخص المسئول الذي يستطيع تحمل تبعات قرار عودة الدوري سواء بجمهور او بدون ؟ وهل من يستطيع اتخاذ هذا القرار يضع في حسبانه ان جماهير الكرة في مصر اصبحت متحدة الان علي شيء واحد فقط هو القصاص وتجاهلت أي انتماء او أي كيان او أي مصالح اخري.
اما جماهير الالتراس الاهلاوية تحديدا مزالت تنزف بسبب احداث بورسعيد وانها لا تستطيع ان تواجه قرار مثل هذا لان قرار مثل هذا ان لم يكن مدروسا بشكل كبير ربما يشعل شرارة جديدة من الممكن ان تفجر ازمات و كوارث اخري تشبه كارثة بورسعيد.
خامسا واخيرا : قرار الغاء الدوري ايضا قرار اصعب من عودته لاننا لو نظرنا للمنظومة الرياضية في مصر بشكل دقيق وعملي سنجد انه في حالة الغاء الدوري ستضرب الرياضة المصرية في مقتل وسوف تنهار المؤسسات الرياضية ماليا من جهه ورياضيأ من جهه اخري وهذا بدأ يظهر بعد توقف الدوري وهو رغبة الكثير من اللاعبين الرحيل عن انديتها الي اندية عربية او خليجية لضمان استمرار الحصول علي الاموال وحسني عبدربه افضل مثال لذلك والسبب توقف الدوري
في نهاية مقالي اطرح مجموعة اسئلة هامة حول هذا القرار الصعب
-هل يضمن لنا من سوف يصدر قرارا بعودة الدوري بدون جمهور ان تأمن المباريات بشكل كامل سواء من الامن او من الجيش؟
-هل يضمن لنا من سوف يصدر قرارا بعودة الدوري بدون جمهور الا تذهب الجماهير الثائرة لاقتحام المباريات؟
-هل يضمن لنا من سوف يصدر قرارا بعودة الدوري بدون جمهور الا تستغل بعض الاطراف عودة الدوري وتقوم بتدبير مخططات اخري؟
-هل يضمن لنا من سوف يصدر قرارا بعودة الدوري بدون جمهور الا يستمر الاعلام وقنوات الاثاره بالعودة لاثاره الفتن مرة اخري وشحن الجماهير؟
-هل يضمن لنا من سوف يصدر قرارا بعودة الدوري بدون جمهور الا نري امواتا اخرين؟
اذن عودة الدوري بجهمور او بدون او الغاؤه قرار صعب اتخاذه لان من سيتخذه سيكون مسئولا عنه مسئولية كاملة.