نحن لا ننسى شهدائنا، هكذا بدات السيدة مريم رجوي حديثها الذي جرى في ضاحية فليبنت في شمال شرق باريس العاصمة الفرنسية. التحية للشهيدة أشرف رجوي والقائد الشهيد موسى خياباني وحتى صديقة وندا وغلام رضا خسروي، الذين يمثلون نبراساً وقدوة للجميع الأبطال الذين فتحوا بدمائهم طريق النضال ضد الدكتاتورية الدينية لمدة ثلاث وثلاثين سنة. جاءت كلمة رجوي في وقت يمر الشرق الاوسط بمرحلة شديدة الحساسة، وتجلس العراق ومنطقة الخليج على صفيح ساخن، قد ينفجر في أي لحظة وتصيب شظاياه كل الانظمة القائمة. والسبب كما تقول نظام ولاية الفقيه في طهران، الذي يعيش على تغذية فروع الارهاب والاحتقان، وينفق ببذخ من قوت الشعب الايراني المسالم، على ابعاد سحابة السلام نهائيا عن تلك المنطقة. لكنها في وسط كل الاجواء الملبدة بالاضطرابات، لم تنسى ان ترسل تحية الى الشعب العراقي الذي فجر بركان ثورته، التي هزت سيطرة ولاية الفقيه في هذا البلد. والتي راهن عليه الملالي لمدة إحدى عشرة سنة وأصبح الان في مهبّ الريح، بعد أن بدأوا في تجرّع كأس السمّ، من جديد. تقول رجوي أن العراق كان ومنذ اليوم الأول، وبسبب موقعه الجيوسياسي، أول فريسة لولاية الفقيه لتصدير تطرّفها وإرهابها إليه، وقبل سنوات طويلة ومن خلال حرب الثماني سنوات وبشعار «فتح القدس عبر كربلاء»، حاول الخوميني احتلال العراق والعتبات المقدسة فيه، لكنه وبسبب بسالة جيش التحرير الوطني منع الخوميني من تحقيق امبراطورية الشر من التوسع غربا، عندما خاض أكثر من مائة عملية كان أخرها تحرير مدينه مهران والاستعداد للتقدم باتجاه طهران، وبذلك دفع الخوميني لتجرّع السمّ في حلقومه. لكن بعد خمسة عشر سنة، وبعد الهجوم الأمريكي على العراق عاد الحلم التاريخي لولاية الفقيه، وتسلّطت علي هذا البلد (العراق) قوات القدس الإرهابية وعملاؤها الذين كشفنا عن اثنين وثلاثين ألفاً منهم قبل ثمانية أعوام. وتسائلت رجوي، ماذا يفعل اليوم في بغداد قاسم سليماني قائد قوات القدس ومائتان آخرين من قادة الحرس الثوري الايراني؟، وتجيب، منذ عقد من الزمن، أكّد ملايين من أبناء الشعب العراقي في بيانات أصدورها ووقّعوا عليها أنهم واجهوا منذ البداية «حرباً خفية واحتلالاً مبطّناً» من قبل النظام الإيراني، ومن ثم واجهوا احتلالاً سافراً وصل إلى حدّ تفجير الضريح المقدس في مدينة السامراء. وفي الوقت نفسه، أي في عام 2006، طالب خمسة ملايين ومائتا ألف من العراقيين بقطع أذرع النظام الإيراني من بلدهم. وتقول رجوي أن أحمدي نجاد (الرئيس الايراني السابق) صرح في بداية عام 2006 قائلاً« إن الله قد وضع حصيلة احتلال البلدين (العراق وافغانستان) في سلّة إيران!، وفي اغسطس 2007 أعلن علي لاريجاني (وزير الخارجية الايراني وقتها) أن جميع الأطراف الحاكمة في العراق «يطبّقون ما نقول لهم» و«إنهم من أصدقائنا...». وقدمت رجوي وثيقة بتاريخ ابريل 2004 تفيد أن الحزب الحاكم في العراق طلب الأسلحة من قوات القدس الإرهابية، وهو ما اكدته تصريحات عديدة لشخصيات أميركية وأوروبية وعربية بأن العراق تم تقديمه إلى الملالي الحاكمين في إيران في طبق من ذهب، فقد تحول العراق الى بلد بحكومة تابعة وتحت إمرة ولي الفقيه، يقمع الأحرار والمثقفين، ويفجر جمعيات مسيحية، ويبيد أهل السنة فيه بقنابل واغتيالات وتفجيرات يومية، ولم ينس نصيب مجاهدي خلق من وليمة ارهابه فمنحهم ست وعشرين هجوماً على أشرف وليبرتي. وتقول رجوي، الخطأ التاريخي الأميريكي كان أنها اعتبرت نظام ولاية الفقيه في العراق جزءا من الحلّ وخضعت أمام حكومة مشتركة معه، وفي المقابل تم قصف مقاتلي الحرية الإيرانيين بشكل عنيف، الذين لم يكونوا طرفاً في الحرب، بل خانوا عهدهم معهم مقابل الحماية وقاموا في البداية بتجميع أسلحتهم وبعد ذلك مصادرتها. وخلال هذه السنوات وخاصة منذ فبراير عام 2011، أطلق أبناء الشعب العراقي مئات المرّات شعار طرد نظام الملالي وأقاموا مظاهرات لإبلاغ هذا الشعار. كما أن الاعتصامات والمظاهرات السلمية استمرت لمدة أكثر من عام في ست محافظات عراقية. وتحولّت المعارضة لسيطرة نظام الملالي على العراق إلى القضية الأولى والرئيسية في العراق. وتضيف رجوي أن إنتفاضة الموصل والمدن العراقية الأخرى قد فاجأت بيت خامنئي العنكبوتي قبل الآخرين، وهزّت قيادة قوات الحرس الثوري، وهو الان يحاول يائساً أن يلصق الإرهاب بالإنتفاضة المليونية واقتصارها بالقوى المتطرفة وبذلك يعادي انتفاضة الشعب العراقي. بينما أدان زعماء العشائر وأبناء الشعب العراقي بقوة وعدة مرات كل أشكال التطرف والإرهاب والهجوم على المدنيين والإعتداء عليهم. وأكد أبناء العشائر بأنهم هم الذين خاضوا سابقاً الحرب ضد الإرهاب والقاعدة في العراق وأنهم مستعدون لذلك مرة أخرى أيضاً. لكن لايمكن التذرع بذلك بهدف تجاهل إرهاب حكومة المالكي والنظام الإيراني اللذين يعتبران السبب لهذه الظروف. واليوم وبغض النظر عن أي تحليل أو رأي، هناك إجماع واسع في العراق وعلى مستوى المنطقة وعلى الصعيد الدولي بشأن تطورات العراق، حيث أن الجميع يقولون إن الظروف الراهنة في العراق جاءت نتيجة سياسة الاحتكار بالسلطة والقمع التي يمارسها مالكي. إذن، ليس هناك سوى حلّ واحد وهو تنحية المالكي من السلطة. الحل هو قطع أذرع النظام الإيراني في العراق وتشكيل حكومة ديمقراطية شاملة.