محاكمات و حاجب جلسة و قضاة ومنصة وكل ما يدل علي أن هناك محاكمات.. لكن عن أي شيء سوف نحاكم مبارك؟!..قرار الإتهام ليس فيه محاكمة عن قتل المعذبين طوال ثلاثين عاماً في السجون المصرية ولا عن بيع أرض مصر بعد أن وعد الشعب المصري في بداية حكمه بأنه لن يفرط في القطاع العام.. ولا في الشركات الكبري.. ولا في أرض مصر.. وطبعاً لن نحاكمه عن إحالته للمدنيين أمام المحاكم العسكرية والمحاكمات العسكرية الصورية التي كان يعقدها. وطبعاً لن نحاكمه عن تجويع شعب غزة .. واتفاقه مع الصهاينة علي ذبح الشعب الفلسطيني...أو علي الأقل علمه بهذه الجريمة و موافقته عليها و طبعاً لن نحاكمه أيضاً علي إهدار المال العام طوال ثلاثين عاماً علي المجالس الوهمية من أول المجلس الأعلي للمرأة وانتهاء بالمجلس القومي لحقوق الإنسان ... أم سنحاكمه علي تزوير الانتخابات وتزوير القوانين والتشريعات...فنحن نفهم أن نحاكم رجلاً علي تزوير ورقة رسمية فنحكم عليه بالسجن .. ولكن كيف نحاكم رجلاً قام بتزوير مئات الملايين من الأوراق الرسمية في صناديق الانتخابات بل إنه زور حياة المصريين كلها .. من أولها إلي آخرها... أما عن كيف سيتم عقد المحاكمة وأسلوبها ...فالعلم عند الله...ثم عند المجلس العسكري..و لكن المؤكد أن هذه المحاكمة لم تكن لتتم لولا الثورة المصرية المتواصلة ولولا ميدان التحرير و عظمة الاعتصام والاستمرار والثبات علي الحق..وإذا انتهت الثورة المصرية أو حصلت علي إجازة فإن المحاكمة أيضاً ستحصل علي إجازة مفتوحة ...من أجل ذلك فإن تصفية الثورة لا تعني إلا عودة حسني مبارك ولكن في شكل مختلف ...فأساس النظام السياسي البائد مازال موجوداً في كل شيء في التشريعات والتفويضات وسيطرة مقعد الرئاسة علي القضاء و التشريع... ولا ننسي أن المادة "86" مكرر من قانون العقوبات مازالت موجودة ..وهي التي حاكمت المئات من المدنيين من الإخوان المسلمين أمام المحاكم العسكرية، صدقونا فالنظام البائد مازال يحكمنا بفلسفته وأشباحه تطل علينا من كل جانب ..و لن ينفعنا إذا ما ضاعت الثورة أن يكون الدستور أولاً أو الانتخابات أولاً .. وإنما ستكون الهزيمة أولاً .. ولا تصدقوا أن أحداً يحمي الثورة فلا الجيش سيحميها ولا حزب سيحميها ... إنما الثورة هي التي ستحمي الثورة ... و هي القادرة علي تحقيق بقية المطالب الحقيقية وليست الشكلية ..فلم يتغير من المشهد السياسي حتي الآن إلا قشوراً و لم يحدث التغيير الثوري الذي ننشده حتي الآن إنما نحن في فسحة محدودة نتمني أن تنتهي بتغيير جذري حقيقي...بعيداً عن هذه التغييرات الشكلية ...و ذلك حتي لا نكرر ما فعله الفنان الراحل "حسن فائق" في فيلم " أم رتيبة" حين أراد أن يغير اسمه ليرضي خطبيته .. التي كانت لا تحب اسم " سيد بنجر " فقام حسن فائق