تمر الدراما السورية هذا العام بمرحلة عصيبة فقد توارت بسبب الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، ورغم تفوقها ونجاح المسلسلات السورية في شهر رمضان الأعوام الماضية إلا أن هذا العام انخفضت أسهمها وانخفض عدد المسلسلات بعد توقف الانتاج، في علاقة توضح تأثير الفن علي السياسة إضافة إلي ذلك وقوف عدد كبير من الفنانين السوريين في صف بشار الأسد ضد الثورة ما أدخلهم في قوائم العار السورية وهو موقف اتخذه الثوار ضدهم بعد تصريحاتهم. اتجهنا إلي بعض الفنانين السوريين والمصريين لنستطلع آراءهم حول ما تواجهه الدراما السورية هذا العام، أكد الفنان الكبير دريد لحام أنه لا وجود لأزمة حقيقية ملموسة لأن معظم الفنانين في سوريا يشتركون في عمل واحد علي الأقل، وهو ما انعكس علي الانتاج، ولكن الدراما موجودة ولاننسي ان الوطن العربي كله يعاني من ازمات ليست فقط في الدراما بل في كل شئ والانظار كلها متجهة الي مايجري علي الساحة من أحداث. اما المخرج باسل الخطيب فيقول: بالفعل نعاني من ازمة شديدة جدا بسبب مايحدث ولكن انا عندي امل كبير أن الدراما سواء في مصر أو سوريا ستتغير والدليل أن لي عملا اسمه «أنا القدس» عرض العام الماضي ولكن كان ممنوعا من العرض في مصر وبعد الثورة المصرية طلبه التليفزيون المصري وسيعرض فيه واعتقد أنه بعد الثورات سيتغير المضمون والشكل عكس ماكان يحدث في الماضي وكلي امل ان التغيير حتما في طريقه لكل العالم العربي. أما المنتج الكبير اسماعيل كتكت فأكد أنه بالفعل توجد أزمة كبيرة جدا فالانتاج المنتعش هو فقط الانتاج الخليجي والتركي فالازمة التي اصابت مصر في فنها هي التي اصابت سوريا حتي شراء المسلسل من المنتجين اصبح بأقل الأسعار وأي منتج هيتخرب بيته بسبب تصاعد الازمات السياسية التي تنعكس علي الازمات الفنية نتيجة الثورات العربية، أما النجمة السورية صفاء سلطان فقال: لا توجد أزمة في سوريا فمعظم الأعمال السورية تصور في دمشق البعيدة عن الأحداث التي في الساحة، والثورة قامت وكانت معظم الاعمال اوشكت علي الانتهاء. أما عن رأي الفنانين والمخرجين المصريين فيقول السيناريست محمد صفاء عامر: إنه بلا شك الأحداث السياسية تؤثر علي الفن فمثلما حدث في مصر وتوقفت بعض الأعمال الفنية حدث في سوريا، توقف الانتاج في سوريا سيأخذ فترة طويلة بسبب الأحداث حتي وإن هدأت الأمور بإسقاط النظام سيأخذ وقتا ليعود إلي طبيعته ويقول المخرج مجدي أحمد علي: إن الدراما السورية تتجاهل الثورة والفنانون في سوريا لا يملكون الحرية في الابداع والتعبير عن الرأي لخوفهم من القمع الذي يمارسه حزب البعث الفاشي، كما يري أن الوضع المرتبك الآن لن يسمح بوجود حقيقي للدراما السورية لأن الشعب السوري لا يستطيع في هذه الظروف أن يتابع الأعمال الفنية ويقول إن الشعب السوري لن ينسي مواقف بعض الفنانين السوريين ضد الثورة وسيدخل هؤلاء «مزبلة» التاريخ، ويوجه رسالة إلي الفنانين السوريين بأن عليهم رصد ثورتهم في الأعمال الفنية بدلاً من الأعمال التاريخية ليواجهوا قمع بشار الأسد و عليهم أن يتخلصوا من مخاوفهم. بينما يري السيناريست مصطفي محرم أن أزمة الدراما السورية ليست كارثة وأن هناك عددا من المسلسلات تم تصويرها قبل الثورة وشارك في أحدها مصريون كالفنان حسن حسني وبعضها كان يتطلب تصوير مشاهدها في شوارع سوريا فاستكملوا التصوير في شوارع لبنان لتظهر وكأنها في سوريا لكنه يري في حالة استمرار الأحداث الجارية سيكون هناك أزمة حقيقية في الإنتاج السوري كما يري السيناريست مصطفي محرم أن طبيعة الممثل السوري مختلفة عن المصري فالأول لن يشعر بوجود أزمة لأنه مثل «الحية» ويقصد بذلك أنه يستطيع أن يبحث عن فرص عمل وتواجد في بلاد أخري غير سوريا. ويقول المخرج حسني صالح: إن مايدور في البلاد العربية من ثورات هو صحوة شعبية وسيتأثر الفن بها، ولكنه يري أن الدراما السورية قادرة علي النهوض مرة أخري من كبوتها ولكنه يرفض القول بأنها كانت تتفوق من قبل علي الدراما المصرية، فهي أم الدراما العربية والمتفوقة دائماً