اضطرابات الدورة الشهرية من الأمراض التى تخجل المرأة عن البوح بها، وربما تعتقد أنها من الأمور الطبيعية، وتكتشف مؤخرا أنها كانت مؤشر لإصابة خطيرة، ومن تلك الاضطرابات المنتشرة غزارة الطمث، أو زيادة دم الدورة الشهرية عن الحد الطبيعى. تقول الدكتورة "نجلاء الشبراويشى" استشارى أمراض النساء والتوليد، إن امرأة من أصل كل "3" سيدات يعانين من مشكلة غزارة الطمث، ولأن الأمر يختلف من امرأة إلى أخرى، فإن بعض الفتيات الطبيعيات قد يعتقدن خطأ أنهن يعانين من تلك المشكلة، والعكس صحيح أيضا أن بعض المريضات يعتقدن أنهن طبيعيات ولا توجد أى مشكلة خلال الدورة الشهرية. وأضافت نجلاء أن المتعارف عليه أن الطمث يكون غزيرا خلال ال"3" أيام الأولى، وتكون فترة الطمث من "4 إلى 8" أيام، وفى المتوسط يكون "5" أيام، ويتم اعتبار أن المرأة تعانى من غزارة الطمث، إذا استمر تدفق الدم بشكل كبير لأكثر من "3" أيام متتالية، وإذا صاحب نزول الدم وجود تجلطات دموية كبيرة، والحاجة أيضا إلى تغير الفوط الصحية كل أقل من 4 ساعات لامتلائها. وتابعت استشارى النساء أن غزارة الطمث كعرض فى حد ذاته لا يعتبر من الأمراض الخطيرة إلا إذا صاحبها وجود مشاكل أخرى، مثل إصابة بأورام ليفية داخل الرحم، وهى تسبب النزيف وغزارة الطمث، أو أن تكون المرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة، مما يسبب غزارة الطمث، وغالبا ما يزداد ذلك السبب فى السيدات اللاتى تخطين سن الأربعين. وتابعت الشبراويشى أن وجود مشاكل هرمونية وخاصة لدى السيدات اللاتى يعانين من تكيس المبايض، أو وجود خلل فى الغدد الدرقية فإن هذا يؤدى إلى ظهور عرض الإصابة بغزارة الطمث، إضافة إلى أن بعض وسائل الحمل وخاصة "اللولب" تسبب زيادة غزارة الطمث. وعن العلامات التى تدل على ضرورة إجراء فحوصات للكشف عن سبب غزارة الطمث، تقول "إذا كان هناك دورة بينية أى أن المرأة تحيض مرتين شهريا، إضافة إذا كانت متزوجة فإن وجود دم بعد العلاقة الحميمة مؤشر خطير، بجانب إذا كانت هناك آلام شديدة تصاحب الطمث وتستمر بعد انتهائها". وقالت استشارى أمراض النساء يتم تحديد العلاج بعد تشخيص الإصابة، ويتم تشخيص سبب غزارة الطمث من خلال إجراء فحص بالموجات الصوتية للرحم، والذى يكشف عن الإصابة بالأورام الليفية، أو الأورام الحميدة، أو إجراء الأشعة الصبغية، أو من خلال إجراء أخذ عينة من بطانة الرحم، أو إجراء المنظار الرحمى.