· أبو الفتوح لم يتكسب من عيادة خاصة ولم يتنقل بأوراقه بين جامعات الخليج مثل الدكتور محمد سليم العوا · كيف إذا يا إخوان تقابلون الله خمس مرات يوميا في صلواتكم وأنتم تشترون الدنيا بالآخرة بعنادكم لمن لا يعرفني .. أنا غير محسوبة علي تيار ما بعينه و لله الحمد. حتي أعوام قليلة مضت كنت "محدثة سياسة" كما وصفني بعض "أساتذتي" من نشطاء كفاية حين انضممت إليهم بعد طول جلوس علي خط المراقبة. ولأن كلمتي إن لم تنفع فهي لن تضر أقول للإخوان المسلمين : إتقوا الله في مصر. سكتنا علي "تديين" الاستفتاء واستقطاب المجتمع و فض بكارة غاشم للثورة الطاهرة وحسابات "ضرب وملاقية " استعراضا لقوة استفزت حتي الأطهار بينكم فباحوا بما سكتنا عنه وذكرونا بما نسيناه حين خرجت كلمات من هيثم أبو خليل عن معاناتهم من تواطؤ الإخوان مع الوطني في انتخابات2005 أدمعتني وأثرت في الكثيرين منا .. لكن كفاية كده. لن يصل اللعب بالسياسة لحدود التلاعب بالرأي العام والتصويت الجماعي دعما للعوا نكاية في أبوالفتوح، ما اراه استهتارا بشركاء الوطن من الأقباط الذين لا يطيقه أغلبهم ويعاديه الباقون خاصة بعد حديث تسليح الكنائس. لن يصل غرور القوة أن تزكوه علي أبو الفتوح الأعلي خبرة إدارية وتنظيمية ومصداقية في هيئات دولية حقيقية مفيدة وفاعلة مثل لجنة الإغاثة والطوارئ واتحاد الأطباء العرب، حيث إن هناك عملا حقيقيا مهما و مفيدا علي الأرض الوعرة في ظروف الكوارث خلف خطوط النار و بين اللاجئين لا التنظير في المكاتب المكيفة وأمام عدسات الفضائيات. أبو الفتوح الأعلي جهادا بعدد مرات اعتقاله سواء علي قائمة الشرف مع عظماء الوطن في سبتمبر 1981 (حين كان العوا يجاهد في جامعة الرياض) أو لاحقا في 1996 بحبسه 5 سنوات و مؤخرا قبل عامين بما هو عليه من قيمة و مقام . دكتور أبو الفتوح طبيب متفوق تخرج بجيد جدا مع مرتبة الشرف بعد سنوات دراسة شهدته ناشطا طلابيا متميزا كرئيس لاتحاد الطلبة الذي يقف يواجه رئيس الدولة بقوة الحق وشجاعة المؤمن في موقف تاريخي مشهود فيخسر حقه في نيابة الجامعة، علي أهميتها ويكسب احترام اعدائه قبل اخوانه. أبو الفتوح لم يتكسب من عيادة خاصة لم يتنقل بأوراقه بين جامعات ومؤسسات الخليج من الرياض للكويت للدوحة كما تشهد بها سيرة العوا الذاتية كان اختيار ابو الفتوح وزوجته ان يعتمدا علي دخلها كطبيبة في سنوات حبسه الخمس، حيث لم يكن له مشروعه الخاص ليدر عليه دخلا كافيا في الوقت الذي تفرغ فيه العوا لمشروعه الفردي الخاص. لا مقارنة. اذا كان الانسان منا يشترط المتخصص صاحب الخبرة حين يذهب إلي العلاج او اصلاح سيارة او طلاء بيته فهل يعقل ان يزكي لادارة بلد مثل مصر في حالة مثل حالتها "مفكر اسلامي" اقتصرت خبرته علي استشارات مكتبه الخاص وبضع سنوات من التدريس في الجامعات او العمل في مؤسسات خليجية وجل كفاحه بعض الابحاث والكتب هنا وهناك. اين سابق خبرته وانجازاته ؟ اين مواقفه كمرشح "اسلامي" حتي من مواقف المستشار هشام البسطويسي الذي أعادوه لنا حين انتدب للخليج بعد أن قاد أول إضراب قضاة تضامنا مع زميلين أوقفا عن العمل ثم رفض شفاعة أمير في حد السكر . البسطويسي الذي قاوم الغش فاضحا تزوير الانتخابات في المرة الوحيدة التي انتدبوه لها في الثمانينيات فلم يكرروها ثم كللها بموقفه اللاحق في 2004 حين رد رئيس محكمة النقض منتصرا للحق و الذي قدم بسببه للمحاكمة التاريخية في 2006 فخرجت له ولرفيقه محمود مكي حشودا لم تخرج لغيرهما . بروفة الثورة كانت حشود سدت شرايين العاصمة لضغوط هائلة سدت شرايينه الزكية فتوقف نبض القلب 4 دقائق قبل أن يعيده الله لنا لدور ما. لقد تناول البعض دور د. عبد المنعم أبوالفتوح في حشد هذه الحشود و في هذه الواقعة تحديدا، بحثه الإخوان الخروج للتظاهر مع الجماعة الوطنية وأشهد علي تصديقي لهذا الزعم لأن قبيلها مباشرة لمسنا ضيقه و حساسيته في حوار معه حول تكرار "كذب الإخوان" بشأن الالتزام بتعهداتهم للحركة الوطنية الناشطة ( كفاية تحديدا ) وتغيبهم عن المظاهرات التي يعدون بالمشاركة فيها. ان لم يكن لأبو الفتوح سوي هذا فضلا فيكفيه فما زلت أذكر صفوف الأمن و قد أعلنت ميدان الإسعاف يومها ساحة قتال ( حول دار القضاء العالي ) فلم نر من خلال الأمن المركزي حجم المتظاهرين لكن دوي الله أكبر علي الناحية المقابلة من التقاطع و تردد صداها في الفضاء ارتجت لها السماء والأرض فلم يبق من اليوم غير ذكري دموعي التي انهمرت مرددة" صدق الإخوان هذه المرة". كما بقي ما استشفته من ود و صداقة نشأت ونمت في المعتقل إثرها بين شبابهم و شباب اليسار وحركات التغيير و المدونين في اعتقالات ربيع 2006 مما مهد للفصول التالية من قصة الثورة العظيمة بعد التحام شبابنا عبر الايديولوجيات. كيف إذا تقابلون الله خمس مرات يوميا في صلواتكم وانتم تشترون الدنيا بالاخرة بعنادكم لتولية الاقل خبرة بالبلد واهتماما بمشاكله و جلدا عليها ومعايشة لها وتضحية لاجلها (بحكم تاريخه الوظيفي لا حكمي أنا عليه) وعندكم مجاهدون مثل أبو الفتوح والبسطويسي بل والبرادعي. نعم البرادعي بكفاءته المهنية والاحترام الدولي وصلابته الاخلاقية وموقفه أمام مبارك.