القمة سيت كوم !

يوميات مواطن مفروس

يبدو أن الواقع العربي سيظل يلعب دور الحاج جحا، من باب تسلية العالم الرذل أبودم تقيل، ويبدو أنه مصر علي أن يظل السيرك العربي مفتوحا للجماهير في كل حته، عشان يتفرجوا علي البلياتشو، والرجل الكاوتشوك، والحاوي اللي بيبخ النار من بقه، ولا وابور الجاز بتاع زمان، ويبدو أن العرب مصرون - إصرارا يصل إلي حد العند -
علي أن تكون أي قمة عربية، قمة سيت كوم، مليانه مقالب حرامية، ومواقف ساخرة مليئة بالردح والمصارعة الحرة، وفي كل حلقة - أو قمة - يحاول كل ممثل أن يصبح البطل المطلق، الذي ينتصر علي الجميع بالمقالب، كل واحد ياخد أخوه مقص، ويقف يضحك عليه، بينما المشاهدون العرب، يلطمون كالولايا في الحواري، ويبحثون عن سيت كوم آخر فيه مزز حلوه ترد الروح، بدل هذا الغم الأزلي ده ، آخر قمة عربية هي قمة الدوحة، التي نقلت قناة الجزيرة وقائعها علي الهواء مباشرة، عشان اللي ما يشتري يتفرج، وبالمرة تعالج اكتئاب الشعوب العربية المزمن، فالضحك بيجلي القلب علي رأي الحكماء العرب، ورغم محاولات التشويش علي قناة الجزيرة، عشان ما تدخلش مصر - كما قيل - علي اعتبار أن الرقابة ماكانتش موافقة علي النص، الذي يهين تاريخ العرب، ومليان مناظر لا يصح أن يراها الأطفال، رغم المحاولات .. فقد وصلت إلينا وقائع القمة بشكل متقطع، علي طريقة فاصل ونواصل، ولا يهمنا في هذه القمة، من حضر ومن غاب، لأنه ماحدش يعرف ظروف الناس، جايز مزنوقين في حق التذكرة ولا حاجة، ولا يهمنا أيضا القرارات التي سوف تصدر عنها، فالمؤمن لا يلدغ من قمة عربية مرتين، واحنا ياما اتلدغنا واتسممنا من القمم العربية، ولا يهمنا أيضا المصالحة التي حدثت بين الملك عبدالله وملك الملوك معمر القذافي، لأن المثل بيقول ما محبة إلابعد عداوة، ومسيرهم يتخانقوا تاني علي أي حاجة، وبعدين ولاد الحلال يعملوا قعدة صلح، ويوفقوا راسين في الحلال. لكن الذي يهمنا بالفعل، هو تلك الألقاب التي منحها لنفسه الأخ العقيد القذافي، وتم تسجيلها في الشهر العقاري، عشان مفيش زعيم لبط يلطشها، وينسبها لنفسه، فقد أطلق الأخ العقيد علي نفسه لقب «ملك ملوك أفريقيا» مع أن سيادته مش ملك، ولا المدعوقة أفريقيا فيها ملوك دلوقت، كان فيها زمان امبراطور بياكل العيال، وراح في داهية، ولقب «أمير المؤمنين» يعني سيادته بايع نفسه أميرا علي جميع المسلمين في العالم كله، وبالتالي .. فإن كل أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، اللي تعبوا لحد ما خدوا الألقاب دي، لقوا نفسهم فجأة مجرد ولاة عند أمير المؤمنين، آخر الألقاب وهو «عميد الحكام العرب» ، ودي اللي زعلتني بجد، لأنه سحب العمادة من الكابتن حسام حسن، اللي مش عارف ياضنايا يلاقيها من اتحاد الكرة .. ولا من الأخ العقيد؟!