زعمت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن المشير "عبد الفتاح السيسى"، المرشح الرئاسى الأوفر حظًا فى الانتخابات الحالية، سيستخدم الإسلام بقوة لإضفاء الشرعية على حكمه أكثر ما دفع المراقبون المصريون والأجانب للاعتقاد. وقالت المجلة فى مقال كتبه "روبتر سبرنجبورج"، الخبير الأمريكى فى شئون الجيش المصرى، إن الجانب الأكثر تعبيرًا عن ذلك فى حملة "السيسي" هو تكتمه الشديد. فالمشير شخص كتوم للغاية، شخص يحتفظ بأفكاره لنفسه، وداخل المؤسسة العسكرية عُرف بأنه وحيد، كان يفضل البقاء بصحبة عدد قليل من الأصدقاء وتلك السمعة ساعدت فى جعله مفضلاً لدى المشير "حسين طنطاوي" وزير الدفاع الأسبق. وتتابع المجلة قائلة إن "السيسى" حرص خلال حملته على ألا يظهر ميلاً للتيار الدينى، على حد قولها، ونأى بنفسه عن الأحزاب المحافظة التى أعلنت تأييدها لترشحه وأحاط نفسه بشخصيات معتدلة مثل مفتى الجمهوية السابق على جمعة، وحصل على دعم بعض أبرز العلمانيين مثل محمد حسنين هيكل وعمرو موسى وهشام قاسم، إلا أن آراء "السيسى" الخاصة تتناقض بشدة مع صورته العامة كمسلم معتدل. وبررت المجلة الأمريكية تلك المزاعم بالتسجيلات المسرية المنسوية للسيسى والتى قال فيها إنه على المصريين أن يضعوا ثقتهم فى الله والجيش والشرطة المدنية لأخذ مصر إلى الحرية والاستقرار والتقدم. وعزا الفساد إلى الخطاب الدينى البعيد عن الواقع، ودعا إلى ضرورة تمثيل الله بطريقة جيدة من خلال الأقوال والأفعال، بل ذهبت فورين أفيرز إلى حد القول بأن عدم رفض "السيسي" أبدًا لتأييد حزب"النور" السلفى له يشير إلى أنه قد يكون مستعدًا لعرض مناصب فى الدولة على أعضائه بعد تتويجه رئيسًا. وتمضى المجلة قائلة إن "السيسي" نشأ فى أسرة متدينة، ويقال إنه استطاع أن يحفظ القرآن فى سن مبكرة ولا يزال حريصًا على الصيام يومى الاثنين والخميس وأداء الصلوات الخمس وعادة ما يتضمن حديثه إشارات دينية. وعلى العكس من العديد من زملائهن يتجنب السيسى الجلسات الاجتماعية التى توجد بها مشروبات كحولية أو ارتداء النساء لزى غير مناسب. كما أن كل النساء فى أسرته ترتدين الحجاب. وتوقعت فورين أفيرز أن يعزز تدين السيسى حكمه للبلاد، وقالت إن اتصاله بمؤسسات الدولة الإسلامية سيشكل مصدر رئيسى لإضفاء الشرعية على رئاسته، ومن ثم سيكون لتلك المؤسسات نفوذ فى مجموعة من السياسات المحلية.
