أكدت دراسة أمريكية أن الكارثة التي تعرضت لها اليابان مؤخراً ستكون لها تداعيات سلبية لن تقتصر آثارها علي صناعة السيارات في اليابان وأسيا فحسب، بل ستمتد إلي باقي مناطق العالم. وقالت مؤسسة HIS الأمريكية أن تلك التداعيات السلبية ستستمر آثارها حتي منتصف أبريل المقبل علي أحسن تقدير. وقال أحد خبراء تلك المؤسسة أن تلك التأثيرات شعرت الشركات العالمية بالفعل بوطأتها خاصة أن كثير منها يعتمد علي الشركات اليابانية في الحصول علي المكونات ومنها أشباه الموصلات والدوائر المتكاملة والمجسات وشاشات LCD وكانت إمدادت تلك المكونات تعاني من مشكلات بالفعل قبل حدوث كارثة اليابان. وفي نفس الوقت ستعاني شركات أخري من نقص في إمدادات المحركات وبعض أنواع المطاط المستخدم في إطارات السيارات. ولمواجهة تلك المشكلة، بدأت شركة فورد الأمريكية في عقد اجتماعات علي مدار الساعة لمتابعة سلسلة موردي مكونات سياراتها كيلا تخيم الأزمة بظلالها علي معدلات الإنتاج في مصانعها. وقدرت مصادر أمريكية الفاقد في إنتاج السيارات باليابان بنحو 337 ألف سيارة حتي أواخر الأسبوع الماضي وحوالي 450 ألف سيارة حتي نهاية شهر مارس. ولو أستمر الانخفاض لفترة أبعد من ذلك سيصل فاقد الإنتاج اليومي إلي 37 ألف سيارة. وكانت الشركات اليابانية قد أعلنت عن بدء إنتاج مكونات السيارات لإمداد مصانعها خارج اليابان علي أن يتم البدء في إنتاج السيارات في وقت لاحق. ويأتي ذلك في وقت يقول فيه الخبراء أن عودة المصانع اليابانية إلي العمل بكامل طاقتها الإنتاجية قد يحتاج إلي فترة لا تقل عن 7 أسابيع تعمل فيها المصانع بكامل طاقاتها كي تعوض تلك الشركات ما خسرته من إنتاج خلال الأسابيع الماضية. وتلفت الدراسة الانتباه إلي أن الكثير من السيارات المهجنة والكهربية يتم إنتاجها في اليابان وهي سيارات تتمتع في أوروبا والولاياتالمتحدة بدعم حكومي وامتيازات خاصة ستتلاشي بسبب نقص المعروض كما سترتفع اسعارها. في نفس الوقت، تشير بعض مواقع الإنترنت الخاصة بالسيارات إلي أن أسعار السيارات اليابانية قد أرتفع بالفعل خاصة في الولاياتالمتحدة التي ارتفع سعر موديل بريوس فيها بحوالي 170 دولاراً في المتوسط. وقال أحد الخبراء أنه لو استمر هذا النقص في السيارات المهجنة والكهربية لفترة أخري، فقد تظهر سيارات أخري سريعاً في الولاياتالمتحدة لتزاحم الشركات اليابانية في نصيبها بتلك السوق. ربما تحصل فورد الأمريكية علي بعض المزايا نتيجة تلك الأزمة خاصة وأنها تطرح في الأسواق الأمريكية الكثير من السيارات التي تتمتع بأداء اقتصادي من حيث استهلاك الوقود وكذلك جنرال موتورز التي تطرح كثير من السيارات الصغيرة في أمريكا الشمالية ومنها موديل فولت. وفي نفس الوقت تدخل هيونداي الكورية الجنوبية في المنافسة بقوة بمجموعة كبيرة من موديلاتها الصغيرة. وقال أحد المحللين الأمريكيين أن شركة فورد لا تري زيادة في مبيعاتها بسبب النقص في الموديلات اليابانية لأنه من المبكر للغاية ظهور علامات هذا النقص في السوق الأمريكي. وتجدر الإشارة إلي أن ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة قد أدي لزيادة الطلب علي السيارات الصغيرة والموديلات المهجنة في الولاياتالمتحدة حتي أن مخزون الشركات من السيارات المنتمية لتلك الفئات لم تعد تتجاوز 40 يوماً وهو معدل أقل من المعدل المتوسط الذي يبلغ 60 يوماً الأمر الذي ذهب ببعض الخبراء إلي التأكيد أن الشركات الأمريكية ليست في وضع مميز يمكنها من استغلال كارثة اليابان لصالحها. أما مجموعة كرايلسر، فقد قامت قيادات الشركة بالاجتماع مع مجلس موزعيها ولم تسجل الشركة وجود زيادة في الإقبال علي سياراتها الجديدة بسبب الأزمة اليابانية.