صاحب رواية "البؤساء" و"أحدب نوتردام" ذلك الكتاب الذي كتب لكتاباته أن تمثل في أعمال فنية يكتب لها الخلود والاستمرار، ترجمت رواياته لكثير من لغات العالم، حيث لم تضحى اللغة حاجزًا يمنع اسم "فيكتورهوجو" في أن يكون اسمًا عالميًا، هوجو كاتبًا فرنسيًا في الأساس حيث يقول عن تأثيره في الأدب الفرنسي ليقول"أنا الذي ألبست الأدب الفرنسي القبعة الحمراء" أي قبعة الجمال" وعن بدايته، تلقى فيكتور هوجو تعليمه في باريس وفي مدريد في إسبانيا، أما أول مسرحية فكتبها وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، وحين بلغ العشرين من عمره نشر أول ديوان له، ثم نشر بعد ذلك أول رواية أدبية. كان يتحدث عن طفولته كثيرا قائلا "قضيت طفولتي مشدود الوثاق إلي الكتب" تلك الطفولة التي سامت في خروج كاتب له من المواهب الكتابية في كل المجالات. ولد فيكتور هوجو في بيزانسون بمنطقة الدانوب شرقي فرنسا، عاش في المنفى خمسة عشر عاماً، يقيم من أجل الاطلاع، و يشعر بالحنين للوطن، ذلك المنفى الذي يشهد ولادة الشعراء والأدباء، فالألم والغربة هما خير معلمين دائمًا. وفى المنفى كتب رائعته الشعرية "أسطورة القرون" ورواية "البؤساء"، ولما اندلعت الحرب عام 1870 بين نابليون الثالث وبسمارك وانتهت بهزيمة نابليون عدو هوجو عاد إلى باريس، وألف (السنوات المشؤومة) و(الباقة الأخيرة) "إذا حدث واعقت مجري الدم في شريان فستكون النتيجة أن يصاب الإنسان بالمرض. وإذا أعقت مجري الماء في نهر فالنتيجة هي الفيضان، وإذا أعقت الطريق أمام المستقبل فالنتيجة هي الثورة" هكذا كان رأي فيكتور في الحرية، تلك الحرية التي آمن بها، ودفع ثمنها، وأدرك قيمتها عندما ابتعد قسرًا عن موطنه، لمدة خمسة عشر عامًا، لذا شارك هوجه بجانب كونه كاتبًا كبيرًا في العملية السياسية، فأصبح عضواٌ بمجلس الشيوخ الفرنسي، وعضو بالجمعية الوطنية الفرنسية. ولكن بعد نشوء طبقة "البرولياتاريا" بدأت أفكار هوجو في التغير، فقراء هوجو أصبحوا من طبقات وسطى، ليجد معهم ضرورة قيام ثورة صناعية، تساهم في تقدم بلاده، ومنها يبتعد عن المناصب والكراسي، ويترك الحجرات المغلقة، إلى رحب العمل الثوري، ليصبح رمزًا للتمرد على الأوضاع السيئة، والضعيفة، ويتطلع إلى حيث يتطلع الثائرين، إلى الحرية، والتقدم، ليساهم في التقدم الذي وصلت إليه بلاده، بعد صراع أعوام عديدة مع أصحاب الطبقات العليا، والحكام. في حياته نشر هوجو أكثر من خمسين عملًا أهمهم: أحدب نوتردام، البؤساء، رجل نبيل، عمال البحر، وآخر يوم في حياة رجل محكوم عليه بالإعدام، تحدثت كثير من هذه الأعمال عن الثورة على الطبقة الحكامة، وعن تحكم رجال الدين والدولة الكهنوتية في مقاليد الحكم، وعن الطبقة الفقيرة صاحبة المعاناة الأكبر في المجتمع الظالم. لم يكتف هوجو بالنظرة الجديدة التي طرحها في أعماله، بل ساهم هوجو في تجديد الشعر و المسرح، وقد تحمس له عديد من المعاصرين، بينما رفض الآخورن هذا التيار التجديدي الذي رفع لواؤه "فيكتور هوجو" وبذلك ساهمت أفكار "هوجو" أثناء النصف الثانى من حياته و أعماله الأدبية في جعله شخصية رمزية كرمتها الجمهورية الفرنسية الثالثة بعد وفاته في مثل هذا اليوم 22 مايو عام 1885 بجنازة شعبية مهيبة، ليذهب جثمانه إلى مثواه الأخير بمقبرة العظماء بباريس.