على جانب آخر من العالم، هناك حكايات منسية، برغم أنها يمكن أن تخلق مساحة تفاؤل في عالم بائس. في هذا الجزء من العالم هناك أبطال مصريين، وألعاب منها مصرية النشأة، أصبحت عالمية بفضل المواصلة، والشغف، والإيمان بفكرة، رياضة لها ممارسيها يتحدث معنا ممارسو الرياضات المختلفة عن فنونها، وطريقتها، وعن أحوالها في مصر، وبالطبع عن الاهتمام المحلي بتلك الألعاب. " السيلات " .. لا " سحر " ولا " شعوذة " هي لعبة قتالية نشأت تحديدًا في جزيرة سومطرة بأندونيسيا وأصبح هناك إقبالًا كبيرًا على اللعبة من الطلبة المسلمين هناك. أما تكنيك السيلات هو مقاتلة الخصم دون أن تحمل سلاحًا و في المرحلة التالية تتعلم كيفية استعمال السلاح. السيلات في العالم ينقسم لسبع مدارس " مدارس إسلامية، ومدارس مفتوحة بغض النظر عن الدين والجنس، ومدارس رياضية تعتبر السيلات نوع يشبه الملاكمة كده، المدارس الفلكلورية حيث يعتبروا السيلات كفن تراثي والمدارس السرية وهي قليلة، والمدارس الداخلية، وأخيرًا المدارس المختلطة" عبد الحكيم وهو مساعد مدرب في اللعبة، يخبرنا أن اللعبة لها اتحاد أوروبي، ودولي، أما الاتحاد المصري، فلم يكن متواجدًا، إلا أنه في طي التأسيس، نظرًا للإقبال على اللعبة. ما يثير استياؤهم فقط هو الإشاعات التي تتناقل، لتقتل الإبداع والإقبال على اللعبة دون أن يهتم أحد بأن يرى بعينه. فاللعبة لا تمارس أي سحر أو شرك بالله كما ادعى البعض، حيث أن أهم مطالب اللعبة هي أخلاق لاعبيها. وعن بداية اللعبة في مصر، يقول عبد الرحمن أنها بدأت منذ عام 2003 حيث وفدت على يد الطلاب الأندونسيين الذين نشروا ثقافة لعبة السيلات، ليبدأ تسجيل الطلاب المصريين في اللعبة منذ عام 2011 عندما يتم إنشاء مدرسة معتمدة من أندونيسيا في مصر. لتفتتح فروع عدة أهمها في القاهرةوالإسكندرية وبنها، كما يقدم المركز الثقافي الأندونيسي دورات لتعليم هذه اللعبة. "الجوجيتسو ".. محافظة تكفي أول مؤسسي هذه اللعبة هم محاربي الساموراي وقد تم اختراعها للتعامل مع العدو ثم تطورت هذه الرياضة على مدار السنوات التالية، لتصبح على صورتها الحالية. تعتمد اللعبة على أن يدخل اللاعبون في قتال، والرابح هو من يتمكن من إيقاع اللاعب الآخر. بدأت اللعبة في اليابان، وكان نجاحها الأكبر في البرازيل، أما عن انتقالها للعالم العربي فكان على يد " كارلوس سانتوس" وهو مدرب برازيلي سافر الإمارات لينشئ نادي في الإمارات لممارسة اللعبة ومنها نشرها لدول الشرق الأوسط . الجوجيتسو تهتم بالأطفال كمثل اهتمامها بالكبار، فالكبار أحزمتهم تبدأ من الأبيض ثم الأزرق ويليه البنفسجي والبني والأسود وأخيرًا الأحمر. أما الأطفال الأبيض والأصفر والبرتقالي والأخضر. يطلعنا كابتن حسن القزنجي، وهو رئيس منطقة بورسعيد، وكابتن لعبة الجوجيتسو، أن اللعبة تمارس الآن في ستة محافظات، ولوجود اتحاد لابد أن تصبح سبعة محافظات، كل محافظة تحتوي بداخلها أربعة نوادٍ ممارسة للعلبة، وهو ما هم بصدده. ما ينقصهم إذًا هو محافظة واحدة لتكتمل أوراق الاتحاد. أما فيما يخص سير اللعبة، فهناك جمعية عمومية، لألعاب الساموراي، التي ترعى اللعبة بالفعل. في شهر سبتمبر الماضي، وقد حصل لاعبي بورسعيد على ستة مراكز على مستوى الجمهورية، وعن مستوى اللاعبين، يتمنى كابتن حسن أن يتقدم لمعرفة اللعبة بشكل أكبر. أما عن النوادي فإنها ترعى الألعاب جيدًا وتوفر دورات تدريبية عالمية، على يد مدربين أجانب، والتي أقيمت بالفعل في الشهر الماضي على يد "بيتر" وهو مدرب ألماني ساهم في زيادة وعي اللاعبين لاحتراف اللعبة. " الأيكيدو " .. فن تكسير العظام بشرف اللعبة من أصل ياباني طورها "موريهيه أويشيبا" في بدايات القرن العشرين بعد دراسته لفنون القتال والفلسفة والدين، أما فلسفة اللعبة فهي تقوم على مبدأ الدفاع والسيطرة لكن اللاعبين نادرًا ما يتبعوا منهج الهجوم ليحاولوا بقدر المستطاع عدم إهدار طاقتهم في مواجة خصومهم حتى لو كان الخصم مسلح. يصرح الكابتن محمد السيد وهو رئيس لجنة الأيكيدو بالاتحاد المصري، ورئيس الجمعية المصرية للعبة، أن اللعبة لا تحظى باهتمام شعبي بسبب المفاهيم المغلوطة المنتشرة حول أنها لعبة تكسير عظام أو أنه لا يمارسها إلا قوات الشرطة. اللعبة يمارسها أي هاوٍ لها، هكذا يوضح لنا كابتن اللعبة بالاتحاد أن سبب من أسباب عدم الاهتمام باللعبة هو أنها كانت مهملة من الاتحاد منذ عام 2007، ولكن في عام 2012 بدأ الاهتمام يعود للعبة مرة أخرى. يدين الكابتن محمد، الإعلام الذي أدار وجهه للألعاب الصاعدة، والجهات المعنية في الدولة التي لا تهتم إلا بألعاب بعينها. برغم من ذلك اللعبة يمارسها عديد من المصريين، ولكنها للأسف ليس لها بطولات عالمية، الموجود هو عروض للعبة، وتقام هذه العروض في نوادٍ عدة مثل "الصيد، والجزيرة، وهليوبليس، واتحاد الشرطة، وغيرهم" الجمعة الماضية كان هناك عرض لمرتدي أحزمة السوداء باللعبة، ومن يوم 23 في هذا الشهر ستقام دورة تدريبية في نادي الصيد برعاية المؤسس الأصلي للعبة " موريهيه أويشيبا" كرة السرعة .. لعبة فتيات مصر على " البلاجات " وراء ابتكار رياضة كرة السرعة قصة طريفة في عام1960م حين كان يهوى الطفل "حسين محمد حسين لطفى" ممارسة رياضة التنس وكان يقيم في شارع عرابى بجوار نادى التجديف بمدينة الإسماعيلية، وبسبب بعد المسافة بين منزله والأندية، فكر والده المرحوم "محمد حسين لطفى" ابتكار طريقة جديدة تمكنه من لعب التنس بحديقة المنزل، وفى أحد الأيام حدث لإحدى الكرات التي يلعب بها حسين ثقب أفسدها فاستبعدها وبدأ يمارس اللعب بكرات أخرى سليمة، وعندما أخذ والده محمد حسين لطفى الكرات التي لعب بها عقب انتهاء ابنه من اللعب لاحظ أن ارتداد كرات التنس المثقوبة عند إسقاطها لترتد من الأرض يكون ارتدادها مقارب للسليمة، ومن هنا بدأت معالم الفكرة تتضح لديه باإستغلال الكرة المثقوبة في رياضة جديدة بربطها بخيط من النايلون في قائم معدنى والتمرين على ضرب الكرة بالمضرب في حيز ضيق بالحديقة. وعندئذ تقدم المرحوم محمد حسين بطلب للسلطات المصرية للحصول على براءة الاختراع وحصل عليه عام 1962 وقد بدأ نشاط ممارسة رياضة كرة السرعة عام 1960م وكانت تسمى الكرة الدائرة وتمارس في أماكن الخلاء وعلى الشاطئ، لتتطور بعد ذلك وتصبح رياضة دولية باسم كرة السرعة، كما أقيمت لها العروض في الأندية والهيئات الشبابية في مصر. وعنها تخبرنا إلهام عبد الباسط وهي لاعبة سابقة وبطلة جمهورية في هذه اللعبة، أنها وجدت فيها متعتها، فاللعبة يمكن للفتيات أن يمارسنها ويتقنوها بسهولة، بجانب طبعًا فائدتها الجسمانية، كذلك هي لعبة غير مكلفة حيث الجهاز في النادي، واللاعب يحمل مضربه ويتمرن. كما تصرح البطلة المعتزلة إلهام عبد الباسط، أنه بالمقارنة بالألعاب الأخرى ككرة القدم واليد والطائرة والسلة وغيرها فمازال أمام اللعبة مشوار طويل جدًا لتحظى ولو بنصف الاهتمام بتلك اللعبات. وقد انتشرت هذه اللعبة في العالم العربي، وخاصة الجزائر التي أصبحت فيها لعبة هامة ومحببة. كذلك تمارسها أكثر من أربعين دولة حول العالم. البنتابول .. فساد مستشري بالاتحادات مخترعها مصري وهو "محمود حمدي". أما ملعب البنتابول فهو يشبه ملعب كرة القدم ولكن المساحة أضيق من كرة القدم. كما تختلف عنها في أنها تمارس باليد والقدم، و بذلك فإن اللعبة تجمع بين الكرة الطائرة واليد والسلة والقدم. اللعبة تتكون من خمسة لاعبين في الفريق الواحد وخمسة على دكة الاحتياط. تصبح اللعبة شوطين ككرة القدم لكن هنا كل شوط مدته 25 دقيقة فقط. بجانب وقت راحة بين الشوطين ووقت مستقطع بداخل اللعبة. اللاعب لا يمكن أن تبقى معه الكورة إلا خمس ثواني، ولكل لاعب خمس أخطاء فقط. إذا انتهى الشوط بالتعادل يتم إضافة عشر دقايق على شوط المبارة، وإذا استمر التعادل تلعب خمس رفعات ترجيحية باليد أو بمشط الرجل. المباراة تبدأ من نص الملعب ويمسك الحكم الكرة ويرميها عاليًا. يحاول اللاعب الخامس في كل فرقة الاستحواذ عليها حتى تدخل في مرمى الفريق المنافس له. تم إنشاء اللعبة يوم 1 أغسطس عام 1984 وتم الاعتراف بها رسميًا 1989عام. لكن اتحاد اللعبة أنشئ عام 1991 أي منذ 22 سنة. يطلعنا مؤسسها "محمود حمدي" على أن اللعبة هي أسرع لعبة جماعية في العالم، وبرغم من طلب "اليابان والولايات المتحدة وألمانيا" ممارسة اللعبة إلا أنه كان يرفض لحلمه أن تصبح اللعبة هي لعبة مصر الأولى، تمارس من الإسكندرية وحتى أسوان، ولكن بعد وصول المشير عبد الفتاح السيسي، فهو يحلم الآن أن تصل للعالمية على حد قوله. وعن الصعوبات التي تواجه اللعبة، يتحدث الكابتن أن رئيس الاتحاد هو رجل أعمال، ولا يبالي باللعبة، وهو من يسهم في أن يستمر هذا التهميش للعبة، ولكنهم رفعوا ضده قضية في القضاء الإداري، وهي تنظر الآن. كذلك يوضح مؤسسها أن الفساد المستشري في الاتحادات الرياضية، والانتخابات مزروة، لذا فإن النتيجة دائمًا ما تكون لغير صالح اللعبة. كذلك يوضح كابتن اللعبة أحمد حلمي الرملاوي،أن كثير من نقود اللعبة تذهب إلى المسئولين، وليس إلى جيوب اللاعبين، وعديد من المباريات تكتب على الورق فقط، ولا تمارس، لتتوقف ممارسة اللعبة في كثير من النوادي بعد أن كان عدد اللاعبين يبلغ أكثر من خمسة آلاف لاعب. يأمل منشئ اللعبة في المستقبل أن يمارسها أبناء وطنه، وأن تهتم الدولة برعاية الألعاب المصرية النشأة. "الباركور".. الشرطة عائق مؤسسها يسمى ديفيد بيل الذي يقول عن اللعبة أنه يحركها روح "الهروب" أما فلسفة الباركور هي ببساطة "تخطي العقبات" شجر، صخر، قضبان حديدية" اللعبة هي خليط من الجمباز وبعض الألعاب القتالية. تخبرنا لينا، وهي إحدى المتدربات على اللعبة في فريق "عفاريت باركور مصر" أن التمرين ساعتين فى اليوم على الأقل و فيما لا يزيد عن 4 ساعات و في مدة لا تقل عن 3 أيام فى الاسبوع. أما شكل التمرين فهو يبدأ بفك أو ليونة لجميع مفاصل الجسم أولًا و قبل أى شئ، و بعد ذلك يقوم اللاعب بعملية تسخين و إطالات و استرتشات لعضلات الجسم كله، ليبدأ اللاعب التمرن على حركات جديدة أو على حركات مارسها سلفًا و الإعادة هنا لزيادة المهارة و لإتقان للحركة و تقليل الفترة الزمنية فى عمل الحركة. أما عن مشكلة عدم وجود اتحاد، فتكمل لينا يعتبر فريقنا "باركور عفاريت مصر أول فريق يسعى فى عملية إنشاء أتحاد للعبة الباركور فى مصر على الرغم إنه ليس أول فريق مصرى فى اللعبة ،و بالفعل بدء التنفيذ على أرض الواقع لعمل الأوراق اللازمة لإنشاء اتحاد للعبة و الاحتمال الأكبر أن يصبح تحت إدارة الكابتن مؤسس الفريق كابتن محمد جمعة. وعن المشاكل التي تواجه الفريق في التمرين فهي أن اللعبة لابد أن تكون "أوت دور" بمعنى خارج إطار الصالات الرياضية أو النوادى مثال فى القلعة أو الأهرامات أو فى مناطق جبلية أو أى مكان بداخله فيه حواجز، مما يتتطلب تصريحات و ولعدم وجود اتحاد فلا تصدر مثل تلك التصريحات، و هنا تمنع الشرطة ممارسة اللعبة فى الأماكن العامة و خاصة السياحية منها.