· النظام مسئول عن كل شهيد وجريح ومع ذلك فالشعب المصري مستعد ليسامح الرئيس · إصرار مبارك علي عدم التنحي يعود ل«العند» كما قال هيكل.. ومن الخطير أن يتنازل الثوار عن مطالبهم فالنظام يخطط للانقضاض عليهم فيما بعد لم يكن غريبا ذلك الحضور الكبير للمخرج خالد يوسف منذ اليوم الأول لاندلاع المظاهرات منخرطا في صفوف المتظاهرين واقامته الدائمة بعد ذلك وحتي الآن في ميدان التحرير، وآرؤه الصريحة في تأييد الثورة ومطالب الثوار واصراره الشديد عليها. حوارنا مع خالد يوسف لن يتطرق للفن وانما نحاول فيه الاقتراب من الوجه الثائر له: هل توقعت حدوث التغيير الذي طالبت به مختلف القوي السياسية علي يد شباب الفيس بوك؟ ولا كان في الحلم ولا كان في استطاعة أي منظر أو مثقف توقع حدوث الثورة علي يد شباب الفيس بوك واللي حصل فكرني بمقولة أحمد فؤاد نجم لما طلعت مظاهرات 1977 «حد فيهم كان يصدق ان حس الشعب يسبق أي فكر وأي لون» وبقيت متأكد أن دايما حس الشعوب بيسبق أي تفكير أو تنظير وكان عندي رؤية طرحتها في افلامي حول المستقبل وقلت اننا مقبلون علي فترة فوضي تنتهي بنهاية الدولة البوليسية لكن عمري ما تخيلت ان شباب الفيس بوك هيطلعوا الشعب ويفجروا الثورة. فتحت الشرطة النار علي المتظاهرين ومسئولية هذه الجريمة ملقاة حاليا علي حبيب العادلي هل تري أنه كان يمكن أن يأمر بذلك دون الرجوع للقيادة السياسية وتصديقها عليه؟ النظام كله مسئول عن كل روح أزهقت وكل جريح وكل نقطة دم سالت بداية من رأسه وحتي أصغر مسئول فيه فاطلاق النار لم يكن قرارا فرديا من الأمن في تصوري بل قرار النظام السياسي بكامله بما فيه رأس المؤسسة الامنية وفعلا لابد أن تشمل المحاكمة النظام بأكمله ولكن لانها ثورة تضع في اعتبارها موروث الشعب المصري القائم علي التسامح واللا انتقام فأنا أري أن الشعب مستعد أن يسامح مبارك ويتذكر له يوم أن دافع عن الارض في حرب أكتوبر بشرط أن يتركه ويرحل في سلام دون محاكمة. اصرار الرئيس مبارك علي عدم الرحيل هل ينبع من كونه يخشي علي البلاد من الفوضي ويريد الحفاظ عليها أم لحرصه علي عدم أخذ لقب الرئيس المخلوع أو المقال؟ جزء من موقف الرئيس مبارك يرجع «للعند» كما قال هيكل نقلا عنه إنه لديه «دكتوراة في العند» ولكن الجزء الاكبر في تصوري هو محاولة الالتفاف علي هذه الثورة وتحويلها إلي حركة اصلاح وهذا ما يحاول النظام فعله باستماتة فقرر أن يريح الشعب في بعض الطلبات مع الحفاظ علي أركان النظام لينقض عليهم فيما بعد ومن هنا تأتي خطورة أن يتنازل الثوار عن مطلب الرحيل فشعلة الثورة والحرية لابد أن تكون مرفوعة حتي آخر نفس لأن التغيير قادم لا محالة وبدأ بالفعل. تقول ذلك رغم تنازلات النظام التي لم يكن يحلم بها أكثر المتفائلين؟ فعلا لم نكن نحلم بربع ما حدث في ظل المناخ الذي كنا نعيشه ولكن خروج الشعب للشارع خلق مناخا وحلما مختلفا والشباب الآن متمسكون بحلمهم ومصرون علي تحقيقه ولما يخرج النظام بأحمد عز ورفاقه من الحزب الوطني فهذا أكبر اقرار منه بالجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب ونفس الحال عندما أصدر قائمة برموز الفساد وأعلن محاكمتهم وبالتالي علي الكل أن يتمسك بحمله للنهاية حتي يأخذ حقه علي أكمل وجه. ألا تري أن تمسك الثوار بمبدأ «الرحيل الفوري» مخالفة صريحة للدستور وانقضاض علي الشرعية؟ هذا كلام معيب في تصوري لأن من يدعون الآن احترام الدستور والقوانين هم أول من داسوا الدستور تحت أقدامهم عندما احتاجوا، وهم أول من اخترقوا أحكام القضاء والقانون والدستور وعندما كان عقبة أمام أغراضهم كانوا يغيرونه كما يغيرون ملابسهم وليس مقبولا الآن أن يتحججوا بالفراغ الدستوري وغيره والفقهاء الدستوريون قالوا للنظام مليون مخرج وسيناريو لحل المسألة وأري أن لمطالب الشعب شرعية أقوي وأكبر بكثير من الدستور والشعوب هي التي تخلق الدساتير وليس الدساتير هي التي تتحكم في أحلام الشعوب ووضعت أصلا لتحقيقها. ما رأيك في مواقف الدول الاجنبية من هذه الأزمة والموقف الأمريكي تحديدا؟ لا يمكن أن نصدق أن أمريكا ممكن أن تناصر حريات الشعوب ونحن ضربنا يوم 25 يناير بقنابل أمريكية الصنع ولا يمكن أن ننسي مساندة السياسة الامريكية لكل الانظمة القمعية حول العالم عندما تتفق هذه الانظمة مع مصالحها والنظام الامريكي وموقفه أراه بناء علي شعور منهم بأن النظام المصري الحالي اصبح عبئا عليهم فرأوا أن يقدموا صكوكا للنظام الجديد ليظهروا في الصورة وكأنهم ناصروا مطالبنا وأعتقد أنهم غيروا موقفهم عندما لمسوا أن الشارع انقلب عليهم فهؤلاء لايتحركون بدوافع أخلاقية ولا قانونية وانما بلغة المصالح. هل تري أن الخارحية المصرية كانت بالقوة التي جعلتها ترد بشكل كاف علي محاولات التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي لدينا أم لا؟ الذي رد محاولة أي تدخل أجنبي هو الشعب المصري الذي قال لكل من علق من أي جهة «ملكوش دعوة» ونحن شعوب تستطيع أن تحصل علي حريتها من غير دعم من الانظمة أيا كانت والدعم الوحيد الذي نقبله هو دعم الشعوب الحرة وليس أنظمتها. ما رأيك في التشكيل الحكومي الجديد؟ جميعهم اشخاص يحظون بكل الاحترام والتقدير ويشهد لهم بطهارة اليد ولكننا نتحدث الآن عن تغيير النظام بمعني نسف كل أركانه بكل تفاصيلها وهذا ما يفترض فعله وليس «ترقيع» خلطة من النظام القديم بالنظام الجديد وهذا ليس منهجا ثوريا وانما هو منهج اصلاحي يتنافي مع هذه الثورة. هل تري أن اختيار النظام لعز والعادلي وجرانة والمغربي للمحاكمة كان بمثابة مسكنات أم لأنهم الوحيدون المتورطون في الفساد؟ النظام لم يقدم هؤلاء للمحاكمة والأمر كله بلاغات قدمها مواطنون للنائب العام ضدهم فقرر النائب العام فتح التحقيق معهم ومنعهم من السفر وفعلا حظي بتأييد سياسي ولكن هوتحريك النائب العام من البداية. هل ممكن أن يتنازل الطرف المعتصم حتي يتحقق للبلد استقرارها علي اقل تقدير ويكتفي بكل ما حققه وهو ليس قليلا علي أي حال؟ لاتوجد ثورة في العالم بدون شهداء وتضحيات ومن يعانون الآن من تعطيل بعض مصالحه عليه أن يدرك أنه مكانش عايش في رفاهية ومنع منها وعليه أن يتذكر أنه كان يسحف علي بطنه بحثا عن لقمة العيش وبالتالي فعليه الصبر والمثابرة وتقديم مزيد من التضحيات. يقول الملحن عمرو مصطفي انك مثال سيء لسمعة مصر ولا يجوز أن تتحدث في الفضائيات الخاصة وتحرض الناس علي الاستمرار في حالة الفوضي بدلا من أن تحثهم علي الهدوء وهذا لا يليق بمصري يخاف علي بلده ما ردك؟ أري أن عمرو مصطفي حسن النية زيادة عن اللزوم ولديه درجة متخلفة من الوعي جعلته لايستطيع تحديد الفرق بين النظام السياسي وبين مصر وأنا عندما أتكلم عن ظلم اجتماعي بكل اشكاله لا أسئ لمصر فهي أكبر من أن يسئ إليها فيلم سينمائي أو رأي فردي وانما اساءتي تكون موجهة للنظام الذي اوصل الحال بمواطنيه للبحث عن طعامهم في الزبالة وحولتهم لمجموعة من الشحاتين أما الشعب المصري ومصر فأكبر بكثير من كل ذلك.