في ظل الحالة السياسية التي تعيشها مصر، وبينما يرى الكثيرون أن الانتخابات الرئاسية شبه محسومة للمرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، نحاول ان نستدرك توجه المرشح المنافس " حمدين صباحي " , لربما يفكر في مصيره بعد الإنتخابات . وفي ظل ما يحدث على الساحة وعلى الرغم من ان أغلب اراء المختصين وذوي الرؤية تؤكد فوز المرشح السيسي لكن هناك اسئلة كثيرة تدور حول دور حمدين صباحي وموقفه حال حدثت المعجزة وفاز بانتخابات الرئاسة . بين النخبة والمثقفين يثار دائما التساؤل الأبرز هل يستطيع حمدين صباحي حال فوزه فعلا ان يتولى زمام الرئاسة ، هل ستقومه الحكومة وتساعده في ادارة البلاد , ام انها مجرد هواجس وأحلام عذاري كما يعتقد جزء لا يستهان به من الشعب بأن نتيجة الانتخابات باتت محسومة تنتظر فقط إطارها الشرعي ، ويصبح أي فائز دون المشير السيسي رجل مهمش في الدولة . هل ستفح عليه ابواب جهنم و يحاسبه الملكان عن ما قال و فعل , ماذا بصندوقه الأسود و ماذا يخبئ له القدر وراصدي أفعاله , و لكن هل فعلا بصندوقه الأسود ما يجله يلحق بايمن نور ! كلاهما مؤسسي أحزاب و اشتغلا بالصحافة وجلسا علي كراسي البرلمان , ووطأت أقدامهما السجون المصرية في عهد مبارك فكرهوا وتحدوا الزي العسكري , فكان مصير "نور" ظلماء قاحلة , اما مصير صباحي فلم تظهر له الشمس حتي الآن . و يبدو أن " ايمن نور " يخشي علي صديقه "القديم" علي حد تعبيره- من الهلاك فحذره أكثر من مره لينسحب من الانتخابات و لكن رفض صباحي و أصر علي استكمال طريقه اسودا كان أو أبيض ، نافس نور حسني مبارك في انتخابات الرئاسة 2005 ولم يفق من الصدمات من يومها فدخل السجن في نفس العام بتهمة تزوير في توكيلات حزب " الغد " و صاح في المحكمة يقول ان التهمة بدافع سياسي واتهم " مبارك " بعرقلته عن الحياة السياسية و أفرج عنه بعد أربع سنوات لسوء حالته الصحية , أما " صباحي " فهو ناصري الإتجاه غضب من " السادات " لتجاهله مكتسبات ثورة 23 يوليو فضيقوا عليه الحصار و العمل الحكومي وكان ضمن معتقلي سبتمبر بصحبة " هيكل " و تم اعتقاله أكثر من مرة في عهد " مبارك " لوقوفه ضده أيضاً وها هو الآن يقف في وجه المشير عبد الفتاح السيسي و يتحدي و لكن هل فعلا غيرت ثورة 25 يناير من طرق الإنتقام و الحصار الفكري و التضييق السياسي أم اتاحت الأفق لتغرد الديمقراطية . وعندما سألنا أحمد البحيري مسئول الإتصال السياسي بحملة " حمدين صباحي " جاوب قائلا : " كل حاجة بإيد ربنا حمدين مش هيكون أعز من اللي ماتوا و هيكون شرف عظيم ان يضحي حمدين بحياته في سبيل مبدأه " , و قال " البحيري " : " ان مرشحه الرئاسي لم يضغط عليه أي فصيل او جماعة سياسية كانت أو دينية كي يترشح للرئاسة و لكنه لبي نداء قطاع عريض من الشعب و خاصة الشباب الذين وثقوا في صباحي و أيدوه , أما " ايمن نور" فلم يحذر صباحي من شئ لأنه علي الطريق الصحيح ، وقال ان " صباحي " لم يقل بحديثه انه في حال فوزه بالانتخابات سيحاسب المشير عبد الفتاح السيسي , و لكن قال انه سيحاسب كل من استباح حرمة ودماء الشعب مدنيا كان او شرطيا او عسكري , ونحن لا نخاف في الحق لومة لائم " . و بسؤال الدكتور " مصطفي علوي " استاذ العلوم السياسية قال : " ان الأمر بات مختلف عن عهد مبارك , وانه لا يتوقع حدوث مثل هذا الشئ فالمرشحين تقدما للانتخابات بشكل ديمقراطي , وسبق و دخل " صباحي " السباق الرئاسي الماضي , وخرج بنتيجة جيدة و أرضية عريضة من المؤيدين لا يستهان بها ولم يتعرض له أحد بأذي , ولكن لو أخذنا في الإعتبار إختلاف المنافس وكون المشير " السيسي " رجل عسكري مثل " مبارك " فإن " صباحي " أيضاً سواء اختلفت او اتفقت معه رجل صاحب تاريخ سياسي واتصالي كبير وصاحب تيار شعبي له وجوده , وثورة يناير غيرت من سلوكيات الناس و الطريقة التي ممكن ان يثأرون بها .