· "الميوزيك أوورد" لم تكن سوي محاولة من محطة إف إم لتأكيد تواجدها في الأسواق لدي المعلنين بعد ظهور منافسين لها تصوير : صلاح نظير لسنا بصدد التشكيك في نجومية ونجاح أي مطرب أو مطربة حصل بالفعل علي جائزة.. لكننا نرفض بكل قوة استخدام المطربين والمطربات كأداة في صفقات تجارية لا ناقة للفن فيها ولا جمل.. مقدمين لهم كل يد العون لصون كرامتهم ونجوميتهم التي أعطاها لهم الجمهور بحسب اجتهاد كل منهم في عمله.. نحن نلفت الانتباه فقط.. ونضيء اللون الأحمر.. ونرفع لافتة قف.. احترس.. وعلي كل اتباع الطريقة الأنسب له أصعب ما يواجهه منسقو الحفلات والمهرجانات المهتمة بتقديم جوائز وتكريمات فنية في مصر، هي تلك المرحلة النهائية التي ينتظرون فيها تأكيد أخير من قبل الفنانين لحضور استلام الجائزة بأنفسهم، وهي المرحلة التي يطلق عليها العاملون في هذا المجال، مرحلة "دوخيني يا لمونة" نظراً لحالة التوتر والترقب التي يعيشها المسئول عن الاتفاق مع ممثل أو مطرب بعينه انتظاراً للجواب النهائي من "النجم" نعم أم لا وكلما ازدادت نجومية الفنان المطلوب للتكريم، كلما تفاقمت مشكلة الشخص المسئول عنه أكثر، وكَثُرَت الاتصالات التليفونية بينهما، والتي قد تحمل في مضمونها أحياناً بعض أنواع التوسلات المحددة بخط أحمر لا يمكن تجاوزه حفاظاً علي ماء الوجه أمام هذا الفنان النجم.. المشهور.. المحبوب، الذي يتعامل في مثل هذه المواقف بمنطق نجومية النجومية، رافعاً شعار "أنا نجم.. اعملولي اللي أنا عايزه يا إما مش هاجي" ضارباً عرض الحائط بكل أنواع ثقافات التعامل مع الأحداث الفنية الهامة التي يتوجب عليه حضورها واستلام ما يقدم له فيها أياً كان، احتراماً للمكانة التي وصل إليها عن طريق تهافت المؤسسات الصحفية والقنوات الفضائية علي تكريمه، والذين تسببوا جميعاً دون قصد في وصول بعض الفنانون إلي هذه المرحلة غير السوية، بزيادة عدد التكريمات والجوائز في الفترة الأخيرة، حتي وصل الفنانين المصريون والعرب إلي مرحلة تشبع من كثرة استلام الجوائز و شهادات التقدير و التصفيق لهم في المناسبات مثل تلك، حتي أصبح لكل منهم قانون معروف غير معلن، فلا يصح دعوة عمرو دياب لحضور استلام جائزة مجلة "دير جيست" مثلاً إذا كان تامر حسني أحد الفائزين بجوائزها، ولا يجوز أيضاً ظهور تامر حسني في حفل يتسلم فيه محمد حماقي جائزة أفضل أغنية مثلاً والعكس أيضاً صحيح لدرجة وصلت معها شهرت هذه القوانين الخرقاء إلي العالمية عند استلام تامر لجائزة أفريكان ميوزيك أوورد في لندن، بينما اعتذر عمرو عن الحضور رغم حصوله علي جائزة، وهو ما عبر عنه منسقو تلك الجائزة بالدهشة لوصول الفنانين المصريين إلي هذه المرحلة المتأخرة من التفكير، ومع الوقت، لم تجد كل مؤسسة إعلامية مصرية حلاً للدوران خلف هذه القوانين إلا بالبحث عن "شلة" فنية يتم تكريمها سنوياً، وعلي كل مؤسسة أخري الاجتهاد للاتفاق مع "شلة" جديدة تنطبق عليها شرط "فيد واستفيد" الذي أضر بنفسية الفنان المصري دون أن تعي تلك المؤسسات خطورة ما تقوم به، وهو ما حدث تماماً الأسبوع الماضي في الحفل الأول لإذاعة نجوم إف إم الذي أطلق القائمون عليه اسم إف إم ميوزيك أوورد تيمناً بجوائز الموسيقي العالمية، وقد أعلنت المحطة قبل الحفل بفترة عن استقبال التصويتات عن طريق ال "إس إم إس" أو عن طريق الويب سايت لاختيار أفضل مطرب، شاعر، إلخ، وبدا للجميع مشروعية هذه الخطوة لمحطة إف إم لاعتبارها مؤسسة إعلامية لها كامل الحق في ذلك، لكن في الكواليس ترددت وتناقلت حقائق أخري لم يعي لها الكثيرون، أولها سبب اتخاذ قرار إقامة الحفل في هذا التوقيت تحديداً بعد ثمان سنوات من التواجد، وهو ما فسره البعض بظهور كيانات إذاعية جديدة مثل روتانا إف إم، ميلودي إف إم، وميجا هيتس، وهو ما ينذر بسحب البساط من تحت أقدام أول محطة إذاعية خاصة في مصر، وهو ما يطلق عليه تجارياً "تهديد الماركيت شير"، وهو ما يعني تأثر المحطة مستقبلاً فنياً وإعلانياً، بتقسيم كعكة الإعلانات علي أربع إذاعات بدلاً من واحدة، بالإضافة إلي احتكار محطتي روتانا وميلودي الإذاعيتين لأغنيات مطربيهما، مثل ما سيحدث مع عمرو دياب وشيرين مثلاً، وهو ما يؤدي مستقبلاً إلي عدم وجود أغنيات أكثر من مطرب ومطربة علي المحطة الأهم والأشهر حتي الآن لذلك كان هدف الحفل الأول لمحطة إف إم إثبات تواجدها في الأسواق، كخطوة احترازية لضمان حصولها علي النسبة الأكبر كالمعتاد من المعلنين، الذين بدأوا بالفعل منذ أيام قليلة في وضع الميزانيات المالية التسويقية للعام القادم، وهو السبب نفسه الذي أدي إلي عدم حصول عمرو دياب أوشيرين علي أية جوائز لارتباطهما بعقود مع شركات إنتاج أصبحت تمتلك الآن محطات إذاعية منافسة، بينما خرج محمد فؤاد بجائزة لإعلانه الانسحاب من شركة روتانا قبل الحفل بأيام قليلة، بينما حصل كل من تربطه علاقة وطيدة بالمحطة علي جائزة، كل حسب درجة تقربه، وهو ما أدي بالتبعية إلي احتكار مجموعة معينة من المطربين والمطربات للجوائز طبقاً للمصلحة التي ستعود فيما بعد علي المحطة نفسها وليس علي الفنان الذي يعتبر ضحية في هذا المهرجان، وهو ما أثار الشك لدي البعض في احتمالية تزوير النتائج لصالح أطماع محطة إف إم مستقبلاً، والتي لم تكشف حتي الآن عن عدد الرسائل التي تلقتها أو عدد الأصوات الذي حصل عليها كل مطرب للفوز، وقد ردد البعض أن من قام بعملية تحديد اسماء الجوائز واختيار الفائزين حاول جاهداً التوازن بين المطربين لكنه فشل، لأنه اجتهد فقط في الابتعاد عن اسماء لا يجوز الابتعاد عنها ولو بجائزة تقديرية وهو ما انطبق علي شيرين لارتباطها بعقد مع روتانا المنافسة، بالإضافة إلي فقدان المهرجان للأهلية لعدم وجود عدد كبير من مسميات الجوائز رغم وجود ما يماثلها، مثل جائزة أفضل مطربة التي لم تذهب إلي أحد، وأفضل كليب رجالي رغم فوز هيفاء بالكليب النسائي، وأفضل أغنية نسائي رغم فوز حسين الجسمي بالرجالي، وأفضل شركة إنتاج حالية رغم حصول «بيسمنت ريكورد» علي جائزة أفضل شركة إنتاج صاعدة، بينما لم نجد جائزة أفضل شاعر أو ملحن صاعد مثلما حدث مع أبو الليف وأمنية سليمان الفائزين بجائزة أفضل مطربين صاعدين، كل هذا وأكثر بجانب وجود تضارب بين اسماء الجوائز لدرجة جعلت البعض يسأل عن الفرق بين جائزة أفضل أغنية وجائزة أفضل أغنية في العام وذلك لتشابه المسميات، والأكثر إثارة هو وجود جائزة تحمل اسم جائزة أفضل أغنية فيلم، وقد حصل عليها مناصفة محمد حماقي وأحمد سعد، رغم عدم وجود أي مبرر لاعطاء الجائزة مناصفة لهما، وكان الأولي أن تذهب إلي حماقي وحده حتي أن البعض تعجب سائلاً: يعني مين اللي فاز منهما؟ وإذا كانت إدارة المهرجان تسعي إلي عدم إحراج أحد فلماذا لم تمنح المحطة جائزة أفضل شاعر ل أيمن بهجت وأمير طعيمة مثلاً، وهو ما ينطبق علي الملحن وليد سعد الحاصل علي جائزة أفضل ملحن بينما لم تمنحها له مع محمد يحيي، وهو ما جعل البعض يتكهن أن المحطة أرادت من تلك الاختيارات البعد عن كل ما هو معتاد لا أكثر دون النظر لاحتمالية فقد مصداقيتها لدي جمهورها، وكان يمكنها "تأليف" مسميات كثيرة للجوائز ومنحها لكل الأسماء اللامعة بدءا من عمرو دياب وشيرين حتي أصغر مطرب في مصر، وهو ما تفعله بعض المؤسسات الذكية التي تعرف من البداية "قوانين المطربين غير المعلنة" والتي ستمنع الكثيرين منهم من الحضور، وحينها سيكون معها كل الحق في حجب الجائزة ومنحها لمطرب بديل يتم الاتفاق معه من البداية أيضاً.