كثيراً ما كتبت "بورصة السيارات" عن ممارسات غريبة لبعض الشركات التي لا تكترث في أغلب الأحوال بعملائها ولا بسلامتهم رغم إدعاء تلك الشركات بأنها الأفضل وهو علي أي حال إدعاء غير صحيح. أحد أبرز تلك الشركات التي نتحدث عنها هنا هي مرسيدس-بنز مصر التي يتوقع المرء منها للوهلة الأولي أن تكون الأفضل بحق في السوق المصري ولكن الواقع يؤكد عكس ذلك. فالحديث عن عيوب السيارات المجمعة محلياً وحتي المستوردة من إنتاج الشركة قد يحتاج إلي مجلدات بينما يثير سلوك الشركة في مصر علامات استفهام من حيث مسئوليتها عن تلك العيوب. فلم يحدث يوماً ما أن قامت الشركة باستدعاء سياراتها المعيبة، ولولا فضيحة تويوتا لما خرج مسئولو مرسيدس- بنز مصر للحديث عما يظهر من عيوب في سياراتهم بعد أن زاد وعي العملاء وزادت المشكلات الفنية في سيارات الشركة. عادت تلك المشكلات إلي الظهور مرة أخري خلال الفترة الأخيرة من خلال عيوب تردد الحديث عنها ووصلت في بعض الأحيان إلي دعاوي قضائية رفعها عملاء ضد الشركة وشكاوي تلقيناها من عملاء أخرين في طريقهم لرفع دعاوي قضائية. وقد اخترنا هذا الأسبوع دعوي قضائية جديدة رفعها دكتور في الهندسة ضد الشركة بعد أن كاد يلقي حتفه في سيارة من موديل الفئة E. تقول الدعوي أن مالك السيارة وهي من موديل 2004 أن مالكها كان حاله كحال أي مواطن مصري يعتقد أن سيارات مرسيدس هي ضمن أفضل أنواع السيارات في العالم من حيث الجودة وعوامل الأمان والسلامة ونحو ذلك من المواصفات التي يفترض أن تحظي بها هذه السيارة بالقدر الذي يجعلها من أغلي السيارات ثمناً وأن من يشتريها يدفع هذا الثمن الباهظ مقابل أن ينعم بالأمان والسلامة والجودة. وبالتالي فإن نقيض ذلك أن تظهر عيوب ونقائص في السيارة أو أضرار أو حتي انتفاء لعوامل السلامة والأمان في ظل هذه العيوب الخطيرة ما يسئ إلي الشركة المصنعة وما يلحق بمن يقودها أبلغ المخاطر والأضرار فضلاً عن الاستيلاء من مشتريها علي مئات الألوف من الجنيهات بغير وجه حق تحت ستار مواصفات الجودة والأمان. ما توضحه الدعوي القضائية ضد الشركة هو أن مالك السيارة لم يكن يدر بخلده ما تعرض له من أهوال ومخاطر وهو عائد بسيارته من الإسكندرية إلي القاهرة بالطريق الصحراوي حيث اكتشف أن فرامل السيارة لا تعمل علي الإطلاق بل أنها صارت كالريشة في مهب الريح تنزلق علي الطريق كنعش يحمل إنسان حي يقوده إلي حتفه وهو ما جاء بالنص في الدعوي التي تصف حالة الذهول التي انتابت مالك السيارة بل أنه لم يفيق من تلك الحالة قبل أن تجمع حوله كل من رأي السيارة وهي تترنح بحكم وظيفته ودرجته العلمية، قام مالك السيارة بالتحقيق في الأمر وتبين له وجود عيوب خطيرة عمدت الشركة إلي إخفائها وتتعلق تلك العيوب بفرامل السيارة في كافة النسخ المنتجة بمصر ما بين عامي 2003 و2004. ويتعلق هذا العيب بالنظام الهيدروليكي للفرامل أو SBCوهو المنوط بإيقاف السيارة أو تجنب الظروف الطارئة والحوادث الاستثنائية العارضة وهو الأمر التي مارست الشركة المصرية التعتيم عليه وكأن أرواح المصريين لعبة بين أيديها. والأسوأ من ذلك أن مرسيدس -بنز مصر لم تتدارك الموقف وتصلح هذا العيب الذي تسببت فيه صناعتها الرديئة، بل تركت مالك السيارة يتولي الإصلاح علي نفقته الخاصة لتكبده ألاف الجنيهات علي ذنب لم يرتكبه سوي الوثوق في اسم مرسيدس- بنز وتصديق دعاياتها المضللة.