في الوقت الذي تتنامي وتتصاعد الدفعة السياحية وقدوم الآلاف من السائحين لمصر بفضل جهود جادة ومخلصة بدأت بواكيرها عندما تولي زهير جرانة الحقيبة الوزارية السياحية بعد الوزير أحمد المغربي إلا أن هناك جهات أو قل وزارات أو هيئات مازالت في الغيبوبة ويبدو أنها لا تتابع ولا تلاحظ بعض المناطق السيئة علي شبكة الطرق المصرية التي تتعدد وتتكرر فيها الحوادث المأساوية والدامية التي تسفر عن سقوط الضحايا وجرحي تلك الحوادث. وبدون ذنب حتي علي الطرق الدائرية وفيما يسمي بنزيف الأسفلت. بالفعل توجد نقاط سوداء معروفة ومحددة وتعلمها جيدا هيئة الطرق والكباري ودون أن تسارع في إزالة هذه النقاط وحتي الآن! ودليلي علي ذلك هو ما حدث يوم السبت الماضي ويبدو أن البعض تصور أنه الطريق إلي حبل «المشنقة» هذا الحادث الأليم تسبب في مصرع ثمانية من السائحين بسبب انقلاب أتوبيس سياحي بل وإصابة أكثر من 38 آخرين! وقد لا يعلم أحد بأن الشركة السياحية التي نظمت هذه الرحلة هي شركة جنوبسيناء للسياحة وهي شركة تستجلب السائحين من الخارج وأن الأتوبيس المنكوب ماركة مرسيدس MCV 500 ومركب به محدد السرعة الذي يحرص علي تواجده مسئول منح تراخيص تشغيل أي سيارة سياحية ولم يكن هذا من ضمن شروط التسيير في عهد وزراء السياحة السابقين جميعا ولكن كان التحديد منذ أن تولي زهير جرانة مقاليد الأمور في حقل السياحة المصرية.. وعلي حد تعبير المهندس أسامة المراكبي مسئول منح تراخيص تشغيل الأتوبيسات السياحية فإنه توجد نقاط سوداء في الطرق أي «منحنيات» خطرة ومن جملتها نقطة هذا الحادث التي تقع فيها الحوادث وباستمرار وعلي الدوام.. والمفترض أن تسارع هيئة الطرق والكباري في إزالة النقاط السوداء من جميع الطرق المصرية وليست الطرق المؤدية فقط إلي المناطق السياحية في الغردقة أو شرم الشيخ أو طابا أو مرسي علم حتي ولو كانت علي الطريق الزراعي أو الصحراوي الموصل فيما بين القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي وحتي لو كان الطريق يؤدي إلي أسوان أو إلي أبوسمبل ولو كان الطريق يؤدي أيضا إلي الواحات حتي لا تكون هناك الصرخات أو الآهات! المطلوب الآن اتخاذ قرار حاسم وفوري وليتم عقد اجتماع عاجل بين وزيري النقل والسياحة والمسئول الأول عن الطرق في مصر.. ولكن يبدو أن هيئة الطرق يحلو لها الطرق علي الرءوس والأجساد حتي «الممات» من خلال تواجد نقاط سوداء عجزت عن إزالتها لتزداد همتها! حاسبوا وبشدة من يتسبب في ازهاق الأرواح البريئة التي تسقط صرعي ------------------------------------------------------------------------ وطبعا بخلاف الضحايا من الجرحي.