ارتكبت الحكومة المصريةجرماً لن يمحوه الزمان.. عندما سمحت لشركات إسرائيلية بالاستثمار في مصر.. يزداد الجرم فظاعة إذا علمنا أن معظم تلك الشركات تتبرع سنوياً بملايين الدولارات لصالح جيش الاحتلال الصهيوني.. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت ستسمح سلطات العدو بوجود شركات استثمارية مصرية في الأرض المحتلة تساند المقاومة الفلسطينية؟ والاجابة بالنفي طبعاً. احدي الشركات الصهيونية التي استضافتها أرض الكنانة وقائدة العروبة كانت «دلتا تكستيل» التي كشفت «صوت الأمة» بالصور قصتها وبدايتها كانت شركة صغيرة نشأت في المنطقة الحرة سنة 1994 وتحولت إلي مستوطنة في 2009 بعدما استخدم مؤسساها «آفي نيكولاي» و«أريت بيت حالا» طرق الكيان العنصري المعتادة في شراء الأرض المجاورة للشركة ولو بأضعاف قيمتها. معلومات جديدة حصلت عليها «صوت الأمة» دفعتنا لاعادة فتح الملف أهمها أن تلك الشركة مملوكة للحكومة الإسرائيلية ولها فروع في بلغاريا والولايات المتحدة ومصر وبلدان أخري فضلا عن مضاربتها بنحو 70 مليون شيكل في البورصة الإسرائيلية لدعم إسرائيل في مواجهة الأزمة المالية العالمية، وفي ليلة رأس السنة الهجرية «شهر سبتمبر الماضي» أقامت الشركة حفلاً في نادي زابا في هرتسليا بإسرائيل لتوديع المدير العام ل«دلتا العالمية» افيرام لامف أعلن خلاله ايزيك رياح المدير الجديد للشركة تبرعها بمليوني شيكل للجيش الإسرائيلي كمساعدة له في ضرب أطفال غزة بالقنابل الفسفورية و«ايزيك رياح» مشهور في أوساط فرع الشركة بمدينة نصر ب«الرياح» يهودي أمريكي يحمل الجنسية الإسرائيلية ويمتلك منزلاً قيمته 7.2 مليون دولار في إسرائيل. وفي زيارته لفرع الشركة بمصر خلال الشهر الماضي التقي بالمدير المصري المهندس محمد فتحي عن الأزمة المالية وأثرها علي الشركة، وفور مغادرته فصل فتحي 70 عاملاً مصرياً بحجة الأعباء المالية في زمن الأزمة. يجيء ذلك في الوقت الذي تبرعت فيه الشركة لإسرائيل بملايين الدولارات ومضاربتها بملايين أخري في البورصة الإسرائيلية بل وشراء فرع الشركة في أمريكا لشركة «نارا - لازلا» وهي شركة الماركات الفخمة في لوس انجلوس والتي يتوقع أن تحقق أرباحاً تصل لأكثر من 5 ملايين دولار في 2009.