· بعد مقتل بطرس غالي علي يد إبراهيم الورداني صرخ مواطن مصري قائلا: «ياميت صباح الخير يا ورداني» فتم إلقاؤه في السجن من كمال الاسلامبولي: «يا ميت صباح الخير عليك يا إبراشي» اتهام غالي من الجد إلي الحفيد ونص عقابي من بقايا ليالي القهر في هذه البلاد الوزير يوسف بطرس غالي ببلاغه ضد الفارس وائل الإبراشي فتح أبواب «وليست طاقات» جهنم علي كثير من الأوزار والنواقص، والقي الضوء علي كل ما هو سبة في جبين الأداء الحكومي أو بعضه وعلي التشريعات القانونية في بعضها وبمناسبة أني مدافع عن وائل الإبراشي أحمل شرف الدفاع عنه، وكما وصفت في مرافعتي المبدئية أنها ستكون محاكمة لمن أرادوا أن يحاكموه، محاكمة لأوزار المستوزرين ومحاكمة لأداء حكومي قهر المصريين بشظف العيش نتاجا لسياسات قائمة علي توفير موارد سريعة وسهلة، «سلب المصريين أموالهم» بالرسوم والضرائب الواحدة تلو الأخري وليست سياسات قائمة علي روافد تنمية حقيقية، تضيف ولا تنقص، تعطي ولا تأخذ، تنمي المجموع وليست تنمية لجماعة، فاغتيلت العدالة الاجتماعية وزاد الأثرياء ثراء والفقراء فقرا، والمعدم عدما وتحول مبدأ تكافؤ الفرص إلي مبدأ تكافؤ «الجرس». وأيضا ستكون محاكمة لنصوص تشريعية وهو ما أخص به مقالي هذا فالنص الذي يحاكم به وائل الإبراشي «ولقبه في قلبي كما قلت لقضاته وكنت أعني بها أنه الأخ والصديق والحبيب والكاتب والفارس والإعلامي المثقف الواعي صاحب الرسالة الحقيقية التي لا يهمه أن يدفع ثمنها دما واعصابا وأخيرا حرية علي المحك». هو نص المادة 177 عقوبات والذي تضمنه قانون العقوبات الحالي الصادر عام 1937 هو منقول إلي قانون العقوبات الحالي من قانون العقوبات الذي كان مطبقا أمام المحاكم الأهلية والمحاكم المختلفة طبق هذا النص في التاريخ المصري مرتين المرة التي يحاكم بموجبه الفارس وائل الإبراشي وبإذن الله لن يطبق عليه لأننا سنلغيه بعدم الدستورية، أما المرة الأولي التي طبق فيها هذا النص فهي تحمل مفاجأة الصدفة العجيبة المدهشة، ولكي تعيشوا معي العجب والدهشة اسمحوا لي أن أصحبكم لمعاني ما يحمله هذا النص، النص يجرم من حرض علي عدم الانقياد للقوانين، أرجوا ألا يفوتكم لفظ عدم الانقياد فهو لم يقل عدم الاتباع أو عدم الانصياع أو عدم الامتثال، بل قال عدم الانقياد، كما ولو كان النص يخاطب قطيعا وليس شعبا، وكان هذا النص له فقرة أخري لا ينقص منها ما في الفقرة سالفة الذكر من تكميم الأفواه، ونحر الحرية الشخصية ووأد الفكر والرأي إذ كانت تجرم من استحسن أمرا كان جناية أو جنحة، بمعني دارج أنه لو أن هناك شخصا قتل آخر وسيادتك قلت «برافو عليه أنه عملها» تصبح سيادتك مرتكبا لجريمة اسمها أنك استحسنت الجريمة وتأخذ في وشك خمس سنين سجنا، أقل واجب علي كلمة برافو، ولو طبق هذا في واقعة استحسان العالم كله بضرب «بوش بالحذاء» لكان العالم كله في السجون الآن وحسنا فعل المشرع مؤخرا إذ الغي هذه الفقرة عام 2006 بموجب القانون 147 لكن قبل الغاء هذه الفقرة وابان أن كان النص يحمل الوزرين وعقب حادث دنشواي بعدة سنوات ارتكب شخص كان اسمه «الورداني» جريمة قتل أعجب بها أحد الأشخاص فانتهز الفرصة ليعلن عن إعجابه حين قابل شخصاً آخر قادما فقال له بأسلوب غنائي «ياميت صباااح الخيييير عليك يا ورداني»، طبعا الشخصاً الآخر لم يكن اسمه الورداني وإنما كان يقصد بذلك تحيه للورداني الذي ارتكب جريمة القتل فاعتبر ذلك جريمة وعوقب من قال لمجرد أنه قال «يا ميت صباااح الخييير عليك يا ورداني»، يبقي أن تعلم حضرتك من هو الشخص الذي كان محلا لجريمة الورداني، هو المرحوم بطرس باشا غالي الكبير «أحد قضاة محكمة دنشواي» وكانت هذه هي المرة ضد الإبراشي بسبب الحفيد فهو نص عقابي غالي في كل شيء في فداحة مضمونه وما يحمله من حجر ووأد للرأي والحرية لذلك كان بديهيا وواجبا علي أن أسعي لالغائه واجتثاثه من قانون العقوبات لذلك دفعت بعدم دستورية نص المادة 177 عقوبات لتعارضها مع الدستور في ست مواد من ضمنها المادة 207 من الدستور التي تنص من بين ما تنص علي أن الصحفيين يعملون بحرية وباستقلال ولهم ممارسة عملهم في حرية تامة ويبدون آراءهم بكل وسائل التعبير عن الرأي ويعبرون عن رأي المجتمع بل والقي الدستور واجبا علي الصحفي أن يساهم في تكوين وتوجيه الرأي العام. خلي بالك من حكاية توجيه الرأي العام دي، وهذا واجب دستوري، آثم من لم يتبعه فإن اتبع الفارس وائل الإبراشي ما أوجبه عليه الدستور يحاكم بنص منقول إلينا من ليالي القهر في هذه البلاد بتهمة أنه أدلي رأي يوجه به الرأي العام ويعبر عنه، أعتبر في قانون العقوبات تحريضا وكانت تلك مناسبة أيضا توافق معها باقي زملائي من هيئة الدفاع أشرف بالعمل بينهم طعنا بعدم الدستورية علي قانون الضرائب العقارية 196 لسنة 2008 وإذا كان الشخص الذي انشد ليحيي الورداني قد عوقب، فإنني يا أخي ويا صديقي وائل الإبراشي أنشد لك اليوم مغنيا ومحييا وصائحا بكل نغمات تزأر «يا ميت صباااااح الخيييير والفل والياسمييين عليييك يا إبراااشي.. والجدع يحاكمني».