بعد سنوات من الغياب عاد السيناريست الكبير بشير الديك من خلال فيلم «الكبار» الذي قال عنه إنه يتناول فساد الكبار سواء سياسيا أو اقتصاديا الذين يتحكمون في البلد وفي حياة الشعب كما تحدث عن أسباب تأجيل الفيلم وقال ل«صوت الأمة» إنه كتبه منذ 10 سنوات وعندما بدأ تنفيذه أدخل عليه بعض التعديلات واعتبر الكبار والصغار وجهين لعملة واحدة ووجه رسالة للكبار بأن يفيقوا لأن التغيير قادم قادم. عدت للسينما بعد فترة كبيرة بفيلم «الكبار» فمن هم الكبار الذين استفزوك لهذه الدرجة؟ - كتبت الفيلم من سنة 2000 وكنت أتناول فيه فساد «الكبار» أيضا ولكن بطريقة مختلفة، وفي هذا العام ادخلت عليه تعديلات معينة تتناسب مع فساد الكبار في المرحلة الحالية الذي زاد وتطور كثيرا. وعن أي «كبار» تتحدث تحديدا؟ - عن الكبار المتحكمين في البلد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والمسيطرين علي توجيه حياة الشعب. ولكن الفيلم لم يفرد مساحة كافية لأشكال وكواليس فساد الكبار، ولم نر حديثا مستفيضا في وجودهم، لماذا؟ - «فورم» الفيلم يقتضي هذا لأنه يحكي من خلال شاب يبدأ حياته وهو ناجح ومثالي كوكيل نيابة وابن قاض ووصل الحال ليكون قاتلا والزاوية الروائية للفيلم تنطلق من خلاله وليس من خلال الكبار. أيهما أفضل من وجهة نظرك أن تتحدث عن فساد الكبار أم عن الأوضاع المتردية للصغار؟ - كلاهما وجهان لعملة واحدة وغير منفصلين ففساد الكبار يحصد نتائجه وتارة تكوي الصغار، وهموم الصغار يتحمل مسئوليتها الكبار، كما أن الكبار كانوا في الأصل صغاراً وتطورت بهم الظروف الحياتية وسلكوا الطرق الخلفية فوصلوا لعالم الكبار.. فعلا النسيج واحد ولا يمكن تجزئته. ما الرسالة التي توجهها للكبار؟ - أقول لهم «أفيقوا» لأن الزمن لن يتوقف والتغيير قادم قادم لا محالة سواء رضيتم أو أبيتم، وبالتالي عليكم أن تتعاملوا مع الوضع القائم بذكاء حتي تجنبوا البلد ويلات عواقب هذه الأوضاع